سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٥ - الصفحة ٤٦٤
حدث عن عكرمة، وأبي الزبير.
وعنه ابن المبارك فيما قيل، ومحمد بن الفضل بن عطية.
خرج عليه أبو مسلم صاحب الدعوة، وحاربه، فعجز عنه نصر، واستصرخ بمروان غير مرة، فبعد عن نجدته، واشتغل باختلال أمر أذربيجان والجزيرة، فتقهقر نصر، وجاءه الموت على حاجة، فتوفي بساوة في سنة إحدى وثلاثين ومئة. وقد ولي إمرة خراسان عشر سنين، وكان من رجال الدهر سؤددا وكفاءة.
210 - واصل بن عطاء * البليغ الأفوه أبو حذيفة المخزومي، مولاهم البصري الغزال، وقيل ولاؤه لبني ضبة.
مولده سنة ثمانين بالمدينة، وكان يلثغ بالراء غينا، فلاقتداره على اللغة وتوسعه يتجنب الوقوع في لفظة فيها راء (1) كما قيل:
وخالف الراء حتى احتال للشعر (2) وهو وعمرو بن عبيد رأسا الاعتزال، طرده الحسن عن مجلسه لما قال:
الفاسق لا مؤمن ولا كافر، فانضم إليه عمرو، واعتزلا حلقة الحسن، فسموا

* أمالي المرتضى ١ / ١٦٣، معجم الأدباء ١٩ / ٢٤٣، وفيات الأعيان ٦ / ٧، ١١، تاريخ الاسلام ٥ / ٣١٠، ميزان الاعتدال ٤ / ٣٢٩، مرآة الجنان ١ / ٢٧٤، لسان الميزان ٦ / 214، الفرق بين الفرق 117، النجوم الزاهرة 1 / 313، شذرات الذهب 1 / 182.
(1) انظر خطبته التي جانب فيها الراء في " نوادر المخطوطات " ص 134، 135.
(2) عجز بيت صدره: ويجعل البر قمحا في تصرفه وبعده:
ولم يطق مطرا والقول يعجله * فعاذ بالغيث إشفاقا على المطر أوردهما الجاحظ في البيان والتبيين (1 / 22) ولم ينسبهما.
(٤٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 459 460 461 462 463 464 465 466 467 468 469 ... » »»