سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٥ - الصفحة ٤٠٦
يحيى القطان، عن الثوري قال: لو رأيت منصور بن المعتمر، لقلت:
يموت الساعة.
وقال زائدة: امتنع منصور من القضاء، فدخلت عليه وقد جئ بالقيد ليقيد، فجاءه خصمان، فقعدا، فلم يسألهما ولم يكلمهما، فقيل ليوسف بن عمر: لو نثرت لحمه لم يل القضاء، فتركه.
يحيى القطان عن شعبة: سألت منصورا وأيوب عن القراءة، يعني:
قراءة الحديث، فقالا: جيدة.
ابن معين: سمعت جريرا يقول: كان منصور إذا رأى معي رقعة، يقول: لا تكتب عني، فأتركه، وآتي مغيرة.
قال العلاء بن سالم: كان منصور يصلي في سطحه، فلما مات، قال غلام لامه: يا أمه الجذع الذي في سطح آل فلان، ليس أراه، قالت: يا بني ليس ذاك بجذع، ذاك منصور، وقد مات رحمه الله.
قال خلف بن تميم: حدثنا زائدة، أن منصورا صام أربعين سنة، وقام ليلها، وكان يبكي، فتقول له أمه يا بني: قتلت قتيلا؟ فيقول: أنا أعلم بما صنعت بنفسي، فإذا كان الصبح، كحل عينيه، ودهن رأسه، وبرق شفتيه وخرج إلى الناس.
وذكر سفيان بن عيينة منصورا، فقال: قد كان عمش من البكاء.
وعن مفضل قال: حبس ابن هبيرة منصورا شهرا على القضاء يريده عليه، فأبى، وقيل: إنه أحضر قيدا ليقيده به، ثم خلاه.
قال أحمد بن عبد الله العجلي: كان منصور أثبت أهل الكوفة، لا يختلف فيه أحد، صالح متعبد، أكره على القضاء فقضى شهرين قال: وفيه
(٤٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 401 402 403 404 405 406 407 408 409 410 411 ... » »»