سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٥ - الصفحة ٣٤٩
قراءة، عن عبد المعز بن محمد، أنبأنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل، أنبأنا محلم ابن إسماعيل، أنبأنا الخليل بن أحمد السجزي، حدثنا محمد بن إسحاق، حدثنا قتيبة، حدثنا المفضل، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم: " كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة، جمع كفيه، ثم نفث فيهما، فقرأ فيهما * (قل هو الله أحد) * و * (قل أعوذ برب الفلق) * و * (قل أعوذ برب الناس) * ثم مسح بهما ما استطاع من جسده، بدأ بهما على رأسه ووجهه، وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات ". أخرجه البخاري (1) عن قتيبة بن سعيد مثله.
وقد وقع لنا جملة صالحة من عالي حديث الزهري وقد طالت هذه الترجمة وبقيت أشياء، والله الموفق.
قال محمد بن سعد: أخبرني الحسين بن المتوكل العسقلاني، قال: رأيت قبر الزهري بأدما وهي خلف شغب وبدا (2)، وهي أول عمل فلسطين، وآخر عمل الحجاز، وبها ضيعة للزهري، رأيت قبره مسنما مجصصا.
قال يحيى القطان: توفي الزهري سنة أربع أو ثلاث وعشرين ومئة، تابعه أبو عبيد، ويحيى بن معين.
وقال عدة: مات سنة أربع. قال معن بن عيسى: حدثنا ابن أخي الزهري،

(١) ٩ / ٥٦ في فضائل القرآن: باب فضل المعوذات، وأخرجه الترمذي في " الشمائل " (254) من طريق قتيبة أيضا.
(2) في معجم البلدان: شغب: ضيعة خلف وادي القرى كانت للزهري وبها قبره ينسب إليها.
زكريا بن عيسى الشغبي مولى الزهري روى نسخة عن الزهري، عن نافع وقال في بدا: واد قرب أيلة من ساحل البحر، وقيل: بوادي القرى، وقيل: بوادي عذرة قرب الشام، قال كثير:
وأنت التي حببت شغبا إلى بدا * إلي وأوطاني بلاد سواهما حللت بهذا حلة ثم حلة * بهذا فطاب الواديان كلاهما
(٣٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 344 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 ... » »»