سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٥ - الصفحة ١٠٤
مرسلة، وأرسل أيضا عن عم أبيه عبد الله بن مسعود.
حدث عنه إسحاق بن يزيد الهذلي، وحنظلة بن أبي سفيان، ومالك بن مغول، ومحمد بن عجلان، وأبو حنيفة، ومسعر، وصالح بن صالح بن حي، والمسعودي، وجماعة.
وثقه أحمد وغيره، وقال علي بن المديني: صلى عون خلف أبي هريرة.
وقال ابن سعد: لما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة جاءه راحلا إليه عون بن عبد الله وموسى بن أبي كثير وعمر بن ذر، فكلموه في الارجاء وناظروه، فزعموا أنه لم يخالفهم في شئ منه، قال: وكان عون ثقة يرسل. وقال البخاري: عون سمع أبا هريرة.
وقال الأصمعي: كان من آدب أهل المدينة وأفقههم، كان مرجئا، ثم تركه. وقيل: خرج مع ابن الأشعث وفر، فأمنه محمد بن مروان بالجزيرة، وتعلم منه ولده مروان، فبلغنا أن أباه قال: كيف رأيت ابن أخيك؟ قال:
ألزمتني أيها الأمير رجلا إن قعدت عنه عتب، وإن جئته حجب، وإن عاتبته، صخب، وإن صاخبته غضب، فتركه، ولزم عمر بن عبد العزيز، فكانت له منه مكانة، وقد كان طال مقام جرير بباب عمر بن عبد العزيز، فكتب إلى عون بهذه الأبيات.
يا أيها القارئ المرخي عمامته * هذا زمانك إني قد مضى زمني أبلغ خليفتنا إن كنت لاقيه * أني لدى الباب كالمصفود في قرن (1) روى جرير بن عبد الحميد، عن مغيرة قال: كان عون بن عبد الله

(1) ديوانه 2 / 738.
(١٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 ... » »»