سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٤ - الصفحة ٣٨٨
وقيل: إن عمر بن سعد قال يوم كربلاء: لا تعرضوا لهذا المريض - يعني عليا (1).
ابن وهب، عن مالك، قال: كان عبيد الله بن عبد الله من العلماء، وكان إذا دخل في صلاته، فقعد إليه إنسان، لم يقبل عليه حتى يفرغ، وإن علي بن الحسين كان من أهل الفضل، وكان يأتيه، فيجلس إليه، فيطول عبيد الله في صلاته، ولا يلتفت إليه، فقيل له: علي وهو ممن هو منه! فقال: لا بد لمن طلب هذا الامر أن يعنى به (2).
وقال: قال نافع بن جبير لعلي بن الحسين: إنك تجالس أقواما دونا!
قال: آتي من أنتفع بمجالسته في ديني. قال: وكان نافع يجد في نفسه، وكان علي بن الحسين رجلا له فضل في الدين (3).
ابن سعد، عن علي بن محمد، عن علي بن مجاهد، عن هشام بن عروة، قال: كان علي بن الحسين يخرج على راحلته إلى مكة ويرجع لا يقرعها، وكان يجالس أسلم مولى عمر، فقيل له: تدع قريشا، وتجالس عبد بني عدي! فقال: إنما يجلس الرجل حيث ينتفع (4).
وعن عبد الرحمن بن أدرك - [يقال هو] أخو علي بن الحسين لامه - قال:
كان علي بن الحسين يدخل المسجد، فيشق الناس حتى يجلس في حلقة زيد ابن أسلم، فقال له نافع بن جبير: غفر الله لك، أنت سيد الناس، تأتي تتخطى حتى تجلس مع هذا العبد، فقال علي بن الحسين: العلم يبتغى ويؤتى ويطلب من حيث كان (5).

(1) انظر ابن سعد 5 / 212، وابن عساكر 12 / 17 آ.
(2) ابن عساكر 12 / 17 ب، وانظر ابن سعد 5 / 215، 216، والمعرفة والتاريخ 1 / 545.
(3) ابن عساكر 12 / 17 ب.
(4) ابن سعد 5 / 216 وابن عساكر 12 / 17 ب.
(5) ابن عساكر 12 / 17 ب، وانظر الحلية 3 / 137، 138، والخبر أيضا في تهذيب الكمال وما بين الحاصرتين منه.
(٣٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 383 384 385 386 387 388 389 390 391 392 393 ... » »»