سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٤ - الصفحة ٣٢٦
ابن لهيعة، عن عطاء بن دينار، عن سعيد بن جبير، قال: إن الخشية أن تخشى الله حتى تحول خشيتك بينك وبين معصيتك، فتلك الخشية، والذكر طاعة الله، فمن أطاع الله، فقد ذكره، ومن لم يطعه فليس بذاكر وإن أكثر التسبيح وتلاوة القرآن (1).
وروي عن حبيب بن أبي ثابت: قال لي سعيد بن جبير: لان أنشر علمي أحب إلي من أن أذهب به إلى قبري (2).
قال هلال بن خباب: قلت لسعيد بن جبير: ما علامة هلاك الناس؟
قال: إذا ذهب علماؤهم (3).
وقال عمر بن ذر: كتب سعيد بن جبير إلى أبي كتابا أوصاه بتقوى الله وقال: إن بقاء المسلم كل يوم غنيمة، فذكر الفرائض والصلوات وما يرزقه الله من ذكره (4).
أحمد: حدثنا معتمر، عن الفضيل بن ميسرة، عن أبي حريز، أن سعيد بن جبير قال: لا تطفئوا سرجكم (5) ليالي العشر. تعجبه العبادة ويقول:
أيقظوا خدمكم يتسحرون لصوم يوم عرفة (6).
عباد بن العوام: أنبأنا هلال بن خباب: خرجنا مع سعيد بن جبير في

١) الحلية ٤ / ٢٧٦.
٢) انظر ابن سعد ٦ / ٢٥٨.
٣) الحلية ٤ / ٢٧٦، وانظر ابن سعد ٦ / ٢٦٢.
٤) الحلية ٤ / ٢٨٠، وانظر ٤ / ٢٧٦.
٥) في نسخة " مصابيحكم ".
٦) الحلية ٤ / ٢٨١. وكان رحمه الله يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا في فضل العبادة في هذه الأيام، فقد روى البخاري ٢ / ٣٨١ و ٣٨٣ في العيدين باب فضل العمل في أيام التشريق، والترمذي (٧٥٧) وأبو داود (٢٤٣٨) وابن ماجة (١٧٢٧) من طرق عن مسلم البطين، عن سعيد ابن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر " قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ولا الجهاد، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشئ ".
وصوم يوم عرفة سنة لغير الحاج، لما رواه مسلم (1162) وأبو داود (2425) من حديث أبي قتادة مرفوعا: " صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده ".
(٣٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 331 ... » »»