سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٤ - الصفحة ٢٠٥
وزينة، فقلت: ما أنت؟ قالت: أنا الدنيا. قلت: أسأل الله أن يبغضك إلي، قالت: نعم، إن أبغضت الدراهم (1).
وروى الحارث بن نبهان عن هارون بن رئاب، عن العلاء بنحوه.
جعفر بن سليمان الضبعي: حدثنا هشام بن زياد أخو العلاء، أن العلاء كان يحيي ليلة الجمعة، فنام ليلة جمعة، فأتاه من أخذ بناصيته، فقال: قم يا ابن زياد، فاذكر الله يذكرك. فقام، فما زالت تلك الشعرات التي أخذها منه قائمة حتى مات (2).
قال البخاري في تفسير " حم، المؤمن " في (لا تقنطوا من رحمة الله) [الآية 53 الزمر]: روى حميد بن هلال، عن العلاء بن زياد، قال: رأيت في النوم الدنيا عجوزا شوهاء هتماء، عليها من كل زينة وحلية، والناس يتبعونها، قلت: ما أنت؟ قالت: الدنيا. وذكر الحكاية (3).
ذكر أبو حاتم بن حبان أن العلاء بن زياد توفي في أخرة ولاية الحجاج سنة أربع وتسعين.
قرأت على إسحاق الأسدي: أخبركم يوسف بن خليل، أنبأنا أبو المكارم التيمي، أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا فاروق وحبيب بن الحسن في جماعة قالوا: أنبأنا أبو مسلم الكشي، حدثنا عمرو

(١) المعرفة والتاريخ ٢ / ٩٣، والحلية ٢ / ٢٤٣، ٢٤٤.
(٢) الحلية ٢ / ٢٤٤.
(٣) الذي في صحيح البخاري ٨ / 426 في تفسير سورة المؤمن: وكان العلاء بن زياد يذكر النار، فقال رجل: لم تقنط الناس؟ قال: وأنا أقدر أن أقنط الناس! والله عز وجل يقول: (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله) ويقول: (وإن المسرفين هم أصحاب النار) ولكنكم تحبون أن تبشروا بالجنة على مساوئ أعمالكم، وإنما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم مبشرا بالجنة لمن أطاعه ومنذرا بالنار لمن عصاه.
(٢٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 ... » »»