سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ٤٠٥
وروى عمرو بن دينار، عن أبي جعفر، قال: كان أنس بن مالك أبرص وبه وضح شديد، ورأيته يأكل، فيلقم لقما كبارا (1).
قال حميد عن أنس: يقولون: لا يجتمع حب علي وعثمان في قلب، وقد جمع الله حبهما في قلوبنا (2).
وقال يحيى بن سعيد الأنصاري: عن أمه: أنها رأت أنسا متخلقا بخلوق، وكان به برص، فسمعني وأنا أقول لأهله: لهذا أجلد من سهل بن سعد، وهو أسن من سهل، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لي (3).
قال أبو اليقظان: مات لأنس في طاعون الجارف (4) ثمانون ابنا.
وقيل: سبعون.
وروى معاذ بن معاذ، حدثنا عمران، عن أيوب، قال: ضعف أنس عن الصوم، فصنع جفنة من ثريد، ودعا ثلاثين مسكينا، فأطعمهم (5).
قلت: ثبت مولد أنس قيل عام الهجرة بعشر سنين.

(1) ابن عساكر 3 / 88 آ.
(2) ذكره المؤلف أيضا في " تاريخه " 3 / 342، 343.
(3) ابن عساكر 3 / 88 ب.
(4) كان طاعون الجارف بالبصرة سنة 69 ه‍، قال المدائني: حدثني من أدرك ذلك، قال: كان ثلاثة أيام، فمات نحو مئتي ألف نفس، وقال غيره: مات في طاعون الجارف لأنس من أولاده وأولادهم سبعون نفسا " دول الاسلام " 1 / 52.
(5) ابن عساكر 3 / 88 ب، وفي البخاري 8 / 135: فقد أطعم أنس بن مالك بعد ما كبر عاما أو عامين كل يوم مسكينا خبزا ولحما وأفطر.
وقال الحافظ: وروى عبد حميد من طريق النضر بن أنس، عن أنس أنه أفطر في رمضان وكان قد كبر، فأطعم مسكينا كل يوم، ورويناه في فوائد محمد بن هشام بن ملاس، عن مروان، عن معاوية، عن حميد، قال: ضعف أنس عن الصوم عام توفي، فسألت ابنه عمر بن أنس: أطاق الصوم؟ قال: لا، فلما عرف أنه لا يطيق القضاء، أمر بجفان من خبز ولحم، فأطعم العدة أو أكثر.
(٤٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 400 401 402 403 404 405 406 407 408 409 410 ... » »»