سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ٢٧٦
تلقى إلا باكيا. وأبرد مروان إلى معاوية بخبره، وأنهم يريدون دفنه مع النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يصلون إلى ذلك أبدا وأنا حي. فانتهى حسين إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: احفروا، فنكب عنه سعيد بن العاص، يعني أمير المدينة، فاعتزل، وصاح مروان في بني أمية، ولبسوا السلاح، فقال له حسين: يا ابن الزرقاء، مالك ولهذا! أوال أنت؟ فقال: لاتخلص إلى هذا وأنا حي.
فصاح حسين بحلف الفضول، فاجتمعت هاشم، وتيم، وزهرة، وأسد في السلاح، وعقد مروان لواء، وكانت بينهم مراماة. وجعل عبد الله بن جعفر يلح على الحسين ويقول: يا ابن عم! ألم تسمع إلى عهد أخيك؟ أذكرك الله أن تسفك الدماء، وهو يأبى.
قال الحسن بن محمد: فسمعت أبي، يقول: لقد رأيتني يومئذ وإني لأريد أن أضرب عنق مروان، ما حال بيني وبين ذلك إلا أن أكون أراه مستوجبا (1) لذلك. ثم رفقت (2) بأخي، وذكرته وصية الحسن، فأطاعني.
قال جويرية بن أسماء: لما أخرجوا جنازة الحسن، حمل مروان سريره، فقال الحسين: تحمل سريره! أما والله لقد كنت تجرعه الغيظ.
قال: كنت أفعل ذلك بمن يوازن حلمه الجبال.
ويروى أن عائشة قالت: لا يكون لهم رابع أبدا، وإنه لبيتي أعطانيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته.
إسناده مظلم.
الثوري: عن سالم بن أبي حفصة، سمع أبا حازم يقول: إني لشاهد يوم مات الحسن، فرأيت الحسين يقول لسعيد بن العاص، ويطعن في

(1) تحرف في المطبوع إلى " مستوحيا ". (2) تحرف في المطبوع إلى " دفعت ".
(٢٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 ... » »»