سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ٢٦١
الناس. فقام الحسن، فقال: إنما جمعته للفقراء. فقام نصف الناس (1).
القاسم بن الفضل الحداني، حدثنا أبو هارون قال: انطلقنا حجاجا، فدخلنا المدينة، فدخلنا على الحسن، فحدثناه بمسيرنا وحالنا، فلما خرجنا، بعث إلى كل رجل منا بأربع مئة، فرجعنا، فأخبرناه بيسارنا، فقال: لا تردوا علي معروفي، فلو كنت على غير هذه الحال، كان هذا لكم يسيرا، أما إني مزودكم: إن الله يباهي ملائكته بعباده يوم عرفة (2).
قال المدائني: أحصن الحسن تسعين امرأة.
الواقدي: حدثنا ابن أبي سبرة، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: خرجنا إلى الجمل ست مئة، فأتينا الربذة، فقام الحسن، فبكى، فقال علي: تكلم ودع عنك أن تحن حنين الجارية، قال: إني كنت أشرت عليك بالمقام، وأنا أشيره الآن، إن للعرب جولة، ولو قد رجعت إليها عوازب أحلامها، قد ضربوا إليك آباط الإبل حتى يستخرجوك ولو كنت في مثل جحر ضب. قال أتراني لا أبالك كنت منتظرا كما ينتظر الضبع اللدم؟ (3).
إسرائيل: عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن يريم قال: قيل لعلي: هذا الحسن في المسجد يحدث الناس، فقال: طحن إبل لم تعلم طحنا.
شعبة: عن أبي إسحاق، عن معد يكرب، أن عليا مر على قوم قد

(1) وحارثة: هو ابن مضرب العبدي الكوفي ثقة. والخبر في " تهذيب ابن عساكر " 4 / 217.
(2) " تهذيب ابن عساكر " 4 / 218.
(3) اللدم: اللطم والضرب بشئ ثقيل يسمع وقعه، وكانوا إدا أرادوا صيد الضبع، يجيؤون إلى حجرها فيضربون بحجر أو بأيديهم، فتحسبه شيئا تصيده، فتخرج لتأخذه، فتصاد.
أراد: أي لا أخدع كما تخدع الضبع باللدم.
(٢٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 ... » »»