سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ١٣
فلما كان عام الفتح، من النبي صلى الله عليه وسلم على شيبة وأمهله، وخرج مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى حنين على شركه. وقيل: إنه نوى أن يغتال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم من الله عليه بالاسلام وحسن إسلامه، وقاتل يوم حنين وثبت مع النبي صلى الله عليه وسلم.
وحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أبي بكر، وعمر.
روى عنه ابناه: مصعب بن شيبة، وصفية بنت شيبة، وأبو وائل، وعكرمة مولى ابن عباس، وحفيده مسافع بن عبد الله بن شيبة.
وله حديث في " صحيح البخاري " عن عمر بن الخطاب (1)، وروى له أيضا أبو داود وابن ماجة.
وكانت وفاته في سنة تسع وخمسين. وقيل: في سنة ثمان وخمسين بمكة.
وصفية بنته ولدت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم. ويقال: لها صحبة، ولم يثبت ذلك (2).

(1) أخرجه البخاري: 3 / 363 في الحج: باب كسوة الكعبة من طريق عبد الله بن عبد الوهاب، حدثنا خالد بن الحارث، حدثنا سفيان، حدثنا واصل الأحدب، عن أبي وائل، قال:
جلست مع شيبة على الكرسي في الكعبة، فقال: لقد جلس هذا المجلس عمر رضي الله عنه، فقال: لقد هممت أن لا أدع فيها صفراء ولا بيضاء إلا قسمتها، قلت: إن صاحبيك لم يفعلا، قال: هما المرآن أقتدي بهما. ولفظ ابن ماجة (3116): لقد جلس عمر بن الخطاب مجلسك الذي جلست فيه، فقال: لا أخرج حتى أقسم مال الكعبة بين فقراء المسلمين، قلت: ما أنت فاعل.
قال: لأفعلن، قال: ولم ذاك؟ قلت: لان النبي صلى الله عليه وسلم قد رأى مكانه، وأبو بكر وهما أحوج منك إلى المال، فلم يحركاه، فقام كما هو، فخرج.
(2) لكن نقل الحافظ في " الفتح " 9 / 207، عن المزي في " الأطراف " أن البخاري أخرج في كتاب الحج عقب حديث أبي هريرة وابن عباس في تحريم مكة، قال: وقال أبان بن صالح عن الحسن بن مسلم، عن صفية بنت شيبة، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب عام الفتح، فقال:
يا أيها الناس، إن الله حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض...، ووصله ابن ماجة (3109) من طريق ابن نمير، حدثنا يونس بن بكير، حدثنا محمد بن إسحاق، حدثنا أبان بن صالح، عن الحسن بن مسلم بن يناق، عن صفية بنت شيبة.. وهذا سند قوي، وأبان بن صالح كما قال الحافظ في " مقدمة الفتح ": وثقه الجمهور، ويحيى بن معين، وأبو حاتم وغيرهم من النقاد، وشذ ابن عبد البر، فقال: ضعيف. وأخرج أبو داود (1878)، وابن ماجة (2947) من طريق ابن إسحاق حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور، عن صفية بنت شيبة، قالت: لما اطمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة عام الفتح، طاف على بعير يستلم الركن بمحجن في يده، قال: وأنا أنظر إليه. وهذا سند حسن يضعف قول من أنكر لها رؤية.
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»