سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ٩
واستعملوا عبد الرحمن على بيت المال، أفليس في هؤلاء دنيا؟ إني إنما عتبت عليهم لانهم كفروا.
هوذة: وحدثنا هشام، عن الحسن، قال: مربي أنس، وقد بعثه زياد بن أبيه إلى أبي بكرة يعاتبه، فانطلقت معه، فدخلنا عليه، وهو مريض، وذكر له أنه استعمل أولاده، فقال: هل زاد على أنه أدخلهم النار؟
فقال أنس: أني لا أعلمه إلا مجتهدا. قال: أهل حروراء (1) اجتهدوا، أفأصابوا أم أخطؤوا؟ فرجعنا مخصومين.
ابن علية: عن عيينة بن عبد الرحمن، عن أبيه قال: لما اشتكى أبو بكرة، عرض عليه بنوه أن يأتوه بطبيب، فأبى، فلما نزل به الموت، قال:
أين طبيبكم؟ ليردها إن كان صادقا!
وقيل: إن أبا بكرة أوصى، فكتب في وصيته: هذا ما أوصى به نفيع الحبشي، وساق الوصية.
قال ابن سعد (2): مات أبو بكرة في خلافة معاوية بن أبي سفيان بالبصرة.
فقيل: مات سنة إحدى وخمسين. وقيل: مات سنة اثنتين وخمسين. قاله خليفة بن خياط (3)، وصلى عليه أبو برزة الأسلمي الصحابي.

(1) ضبطها ياقوت في " معجم البلدان " بفتحتين، وضبطه بفتح الحاء وضم الراء ابن ماكولا وابن الأثير، وصاحب القاموس، وحروراء: موضع على بعد ميلين من الكوفة، اجتمع به الخوارج الذين خرجوا على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه حين جرى أمر المحكمين، فسموا حرورية نسبة إلى هذا الموضع.
(2) في " الطبقات " 7 / 16.
(3) في " تاريخه " 218.
(٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 ... » »»