سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ٣٢٦
الحاكم في " مستدركه "، من طريق عبد الواحد بن زياد: حدثنا عثمان بن حكيم: حدثتنا الرباب جدتي، عن سهل بن حنيف: اغتسلت في سيل، فخرجت محموما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " مروا أبا ثابت فليتصدق " (1).
مالك، عن ابن شهاب، عن أبي أمامة بن سهل، قال ك رأى عامر بن ربيعة سهل بن حنيف، فقال: والله ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة! فلبط بسهل، فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقيل: يا رسول الله، هل لك في سهل؟ والله ما يرفع رأسه! قال: " هل تتهمون به أحدا "؟ قالوا: نتهم عامر بن ربيعة. فدعاه، فتغيظ عليه، وقال: " علام يقتل أحدكم أخاه! ألا بركت! اغتسل له ".
فغسل وجهه، ويديه، ومرفقيه، وركبتيه، وأطراف رجليه، وداخلة إزاره، في قدح، ثم صب عليه. فراح سهل مع الناس ما به بأس (2).
أبو صالح: حدثني أبو شريح: أنه سمع سهل بن أبي أمامة بن سهل يحدث عن أبيه، عن جده: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تشددوا على أنفسكم; فإنما هلك من كان قبلكم بتشديدهم على أنفسهم، وستجدون

(1) أخرجه الحاكم 3 / 408، 409، وأخرجه أيضا 4 / 413، وأبو داود (3888)، وأحمد 3 / 486 من طريق عبد الواحد بن زياد بهذا الاسناد. وفيه عندهم " يتعوذ " بدل " فليتصدق "، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي المؤلف، مع أن الرباب جدة عثمان لا تعرف.
(2) إسناده صحيح، وهو في " الموطأ " 2 / 938، 939، وأخرجه أحمد 3 / 486، 487، وابن ماجة (3509) في الطب: باب العين. وصححه ابن حبان (1424). والمخبأة: الجارية التي في خدرها لم تتزوج بعد، لان صيانتها أبلغ ممن قد تزوجت. ولبط: صرع. وداخلة الازار: طرفه الداخل الذي يلي الجسد، ويلي الجانب الأيمن من الرجل إذا ائتزر، لان المؤتزر إنما يبدأ بجانبه الأيمن، فذلك الطرف يباشره جسده، وهو الذي يغسل، وقيل: هو الورك، وقيل: أراد به مذاكيره، فكنى بالداخلة، كما كنى عن الفرج بالسراويل.
(٣٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 331 ... » »»