سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١ - الصفحة ٣٨١
قال: وأنت مثله؟! عزمت على من في البيت إلا أخذ كل واحد منه قطعة، فمزقوه.
روى عاصم بن بهدلة: عن أبي وائل أظن قال: لما حضرت خالدا الوفاة، قال: لقد طلبت القتل مظانه فلم يقدر لي إلا أن أموت على فراشي. وما من عملي شئ أرجى عندي بعد التوحيد من ليلة بتها وأنا متترس، والسماء تهلني ننتظر الصبح حتى نغير على الكفار. ثم قال: إذا مت، فانظروا إلى سلاحي وفرسي، فاجعلوه عدة في سبيل الله. فلما توفي، خرج عمر على جنازته، فذكر قوله: ما على آل الوليد أن يسفحن على خالد من دموعهن ما لم يكن نقعا أو لقلقة (1).
النقع: التراب على الرؤوس، واللقلقة: الصراخ.
ويروى بإسناد ساقط أن عمر خرج في جنازة خالد بالمدينة وإذا أمه تندبه وتقول:
أنت خير من ألف ألف من القوم * إذا ما كبت وجوه الرجال

(١) ذكره الحافظ في " الإصابة " ٣ / ٧٤ ونسبه إلى ابن المبارك في الجهاد من طريق: حماد بن زيد، عن عبد الله بن المختار، عن عاصم، عن أبي وائل... وإسناده حسن. وانظر الصفحة 383 تعليق (3).
(٣٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 ... » »»