سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١ - الصفحة ٣٦١
مؤذن مكة. هاجر بعد وقعة بدر بيسير، قاله ابن سعد، وقد كان النبي، صلى الله عليه وسلم يحترمه، ويستخلفه على المدينة، فيصلي ببقايا الناس.
قال الشعبي: استخلف النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن أم مكتوم يوم الناس، وكان ضريرا (1) وذلك في غزوة تبوك. كذا قال، والمحفوظ أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما استعمل على المدينة عامئذ علي بن أبي طالب (2).
وقال قتادة: استخلف النبي، صلى الله عليه وسلم، ابن أم مكتوم مرتين على المدينة وكان أعمى (3).
وروى مجالد (4)، عن الشعبي أن النبي صلى الله عليه وسلم استخلف ابن أم مكتوم على المدينة في غزوة بدر (5). فهذا يبطل ما تقدم، ويبطله أيضا حديث أبي إسحاق عن البراء قال: أول من قدم علينا مصعب بن عمير، ثم أتانا بعده عمرو بن أم مكتوم، فقالوا له: ما فعل من وراءك؟ قال: هم أولاء على أثري (6).
شعبة: عن أبي إسحاق، سمع البراء يقول: أول من قدم علينا مصعب بن عمير، وابن أم مكتوم، فجعلا يقرئان الناس القرآن (7).

(1) أخرجه ابن سعد 4 / 1 / 51.
(2) يشير إلى الحديث الذي أخرجه البخاري (4416) في المغازي، باب: غزوة تبوك، من حديث مصعب بن سعد عن أبيه " أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، خرج إلى تبوك واستخلف عليا. قال:
أتخلفني في الصبيان والنساء؟ قال: ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي ".
(3) أخرجه هكذا مرسلا ابن سعد 4 / 1 / 151 ووصله أحمد 3 / 132، 192 وأبو داود (595) في الصلاة: باب إمامة الأعمى و (2931) في الخراج والامارة: باب في الضرير يولى، كلاهما من طريق ابن مهدي عن عمران القطان، عن قتادة، عن أنس.
(4) هو مجالد بن سعيد بن عمير الهمداني. ليس بالقوي، وقد تغير بأخرة، وقد تصحف في المطبوع إلى " مجاهد ".
(5) أخرجه ابن سعد 4 / 1 / 151.
(6) أخرجه ابن سعد 4 / 1 / 151.
(7) أخرجه ابن سعد 4 / 1 / 151، والحاكم 3 / 634 ورجاله ثقات.
(٣٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 366 ... » »»