سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١ - الصفحة ٢٣٤
فإن أصيب فجعفر، فإن أصيب، فابن رواحة. فلما قتلا، كره ابن رواحة الاقدام فقال:
أقسمت يا نفس لتنزلنه * طائعة أو لا لتكرهنه فطالما قد كنت مطمئنه * ما لي أراك تكرهين الجنة (1) فقاتل حتى قتل.
قال مدرك بن عمارة: قال ابن رواحة: مررت بمسجد النبي، صلى الله عليه وسلم، فجلست بين يديه، فقال: كيف تقول الشعر إذا أردت أن تقول. قلت: أنظر في ذاك، ثم أقول. قال: فعليك بالمشركين، ولم أكن هيأت شيئا. ثم قلت:
فخبروني أثمان العباء متى * كنتم بطارق أو دانت لكم مضر فرأيته قد كره هذا أن جعلت قومه أثمان العباء فقلت:
يا هاشم الخير إن الله فضلكم * على البرية فضلا ما له غير إني تفرست فيك الخير أعرفه * فراسة خالفتهم في الذي نظروا ولو سألت إن استنصرت بعضهم * في حل أمرك ما آووا ولا نصروا فثبت الله ما آتاك من حسن * تثبيت موسى ونصرا كالذي نصروا فأقبل، صلى الله عليه وسلم، بوجهه مستبشرا وقال: " وإياك فثبت الله " (2).

(1) الخبر عند ابن هشام 2 / 379، والأبيات هناك ثلاثة، والنص مختلف. وكذلك في " الاستيعاب " 6 / 174.
(2) أخرجه ابن سعد 3 / 2 / 80 - 81، وابن هشام 2 / 374، والأبيات هناك ثلاثة وبغير هذا الترتيب. وفي " أسد الغابة " 3 / 235 وفي " الإصابة " 6 / 79 - 80 وفيها بيت واحد. وانظر " تهذيب ابن عساكر " 7 / 393.
(٢٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 ... » »»