على اتباع آثار السلف، وابتدأ منذ سنة 698 ه يدخل في خصومات عقائدية حادة مع علماء عصره من المخالفين له (1)، ويقيم الحدود بنفسه، ويحلق رؤوس الصبيان (2)، ويحارب المشعوذين من أدعياء التصوف (3)، ويمنع من تقديم النذور (4)، ويدور هو وأصحابه على الخمارات والحانات، ويريق الخمور (5)، ويقاتل بعض من يعتقد فساد عقيدته (6)، ويشتط على القضاة (7)، بل بلغ الامر به في إحدى المرات أن دخل السجن، وأخرج رفيقه المزي منه بنفسه (8). وظهرت شخصيته السياسية في الحرب الغازانية سنة 699 ه وما بعدها، لا سيما سنة 702 ه فقد كان له الدور البارز في انتصار المماليك على المغول في وقعة شقحب (9).
وقد أحب الذهبي شيخه ورفيقه، وأعجب به، فقال بعد أن مدحه مدحا عظيما: " وهو أكبر من أن ينبه مثلي على نعوته، فلو حلفت بين الركن والمقام لحلفت، أني ما رأيت بعيني مثله، ولا والله ما رأى هو مثل نفسه في العلم (10) ". ولما مات،