إلا أن عنايته الرئيسة في السماع كانت منصبة على الحديث، فقد سمع الذهبي مئات الكتب والاجزاء الحديثية طيلة حياته في طلب العلم، يعرف ذلك من يقرأ معجمات شيوخه وكتبه بروية وإمعان، فضلا عن أن هذه الكتب والاجزاء هي ليست كل ما قرأ الذهبي علي شيوخه، فهناك العدد الهائل من الأحاديث النبوية الشريفة لم يورد في معجمات شيوخه منها إلا أمثلة حسب. يضاف إلى ذلك أنه كان ربما سمع الكتاب أو الجزء على أكثر من شيخ حتى يبلغ في بعضها عشرات المرات أو عددا كبيرا منها، ولنضرب لذلك بعض الأمثلة، فقد سمع " جزء الحسن بن عرفة " وهو من الاجزاء الحديثية المشهورة أكثر من أربعين مرة على أكثر من أربعين شيخا (1)، وسمع " نسخة أبي مسهر " عبد الاعلى بن مسهر المتوفى سنة 218 (2) أكثر من اثنتي عشرة مرة (3)، وسمع " جزء ابن فيل (4) " لأبي طاهر الحسن بن أحمد بن فيل البالسي على أكثر من عشرة من الشيوخ (5).
وأرى من الواجب أن أشير إلى أن الذهبي لم يعن بذكر مسموعاته بصورة مفصلة في معجم شيوخه كما فعل ابن حجر مثلا في " المعجم المفهرس " الذي رتبه