سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١ - الصفحة ١٩٦
قيل: كتب عمر بن الخطاب إلى أمراء الجيش: لا تستعملوا البراء على جيش، فإنه مهلكة من المهالك يقدم بهم (1).
وبلغنا أن البراء يوم حرب مسيلمة الكذاب أمر أصحابه أن يحتملوه على ترس، على أسنة رماحهم، ويلقوه في الحديقة. فاقتحم إليهم، وشد عليهم، وقاتل حتى افتتح باب الحديقة. فجرح يومئذ بضعة وثمانين جرحا، ولذلك أقام خالد بن الوليد عليه شهرا يداوي جراحه (2).
وقد اشتهر أن البراء قتل في حروبه مئة نفس من الشجعان مبارزة.
معمر عن أيوب، عن ابن سيرين، قال: قال الأشعري - يعني في حصار تستر (3) - للبراء بن مالك: إن قد دللنا على سرب يخرج إلى وسط المدينة، فانظر نفرا يدخلون معك فيه. فقال البراء لمجزأة بن ثور: انظر رجلا من قومك طريفا جلدا. فسمه لي. قال: ولم؟ قال: لحاجة. قال: فإني أنا ذلك الرجل.

(1) هو في " المستدرك " للحاكم 3 / 291، وابن سعد 7 / 1 / 10، و " أسد الغابة " 1 / 206، و " الاستيعاب " 1 / 285.
(2) أخرجه خليفة بن خياط في " تاريخه " 109 عن بكر بن سليمان، عن ابن إسحاق. وذكره الحافظ في " الإصابة " 1 / 236، وابن عبد البر في " الاستيعاب " 1 / 287 من طريق بقي بن مخلد، عن خليفة، وقد تحرف فيهما " ابن إسحاق " إلى " أبي إسحاق ". و " بكر " في " الإصابة " إلى " أبي بكر ".
(3) هي أعظم مدينة بخوزستان. فيها قبر البراء بن مالك. كانت مشهورة بصناعة الثياب والعمائم. وعند ما فتحت جعلها عمر بن الخطاب من أرض البصرة لقربها منها. وانظر خبر فتحها في الطبري 4 / 77 - 89، و " الكامل " في التاريخ 2 / 546 وما بعدها، وابن كثير في " البداية " 7 / 85 وما بعدها. و " تاريخ الاسلام " للذهبي 2 / 29، و " معجم البلدان " 1 / 29 - 31، و " تاريخ خليفة " ص:
(144).
(١٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 ... » »»