سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١ - الصفحة ٦٢
شعبة، عن منصور بن عبد الرحمن، سمعت الشعبي يقول: أدركت خمس مئة أو أكثر من الصحابة يقولون: علي، وعثمان، وطلحة، والزبير في الجنة.
قلت: لانهم من العشرة المشهود لهم بالجنة، ومن البدريين، ومن أهل بيعة الرضوان، ومن السابقين الأولين الذين أخبر تعالى أنه رضي عنهم ورضوا عنه، ولان الأربعة قتلوا، ورزقوا الشهادة، فنحن محبون لهم، باغضون للأربعة الذين قتلوا الأربعة.
أبو أسامة، حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن الزبير قال: لقيت يوم بدر عبيدة بن سعيد بن العاص، وهو مدجج لا يرى إلا عيناه، وكان يكنى أبا ذات الكرش، فحملت عليه بالعنزة (1)، فطعنته في عينه، فمات، فأخبرت أن الزبير قال: لقد وضعت رجلي عليه، ثم تمطيت، فكان الجهد أن نزعتها، يعني الحربة، فلقد انثنى طرفها.
قال عروة: فسأله إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعطاه إياها، فلما قبض، أخذها، ثم طلبها أبو بكر، فأعطاه [إياها]، فلما قبض أبو بكر، سألها عمر، فأعطاه إياها، فلما قبض [عمر] أخذها، ثم طلبها عثمان [منه]، فأعطاه إياها، فلما قبض (2)، وقعت عند آل علي، فطلبها عبد الله بن الزبير، فكانت عنده حتى قتل (3).
غريب، تفرد به البخاري.
ابن المبارك: أنبأنا هشام، عن أبيه أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1) سقطت من المطبوع لفظة " عنزة ".
(2) في البخاري " فلما قتل عثمان ".
(3) أخرجه البخاري (3998) في المغازي: باب (12) والزيادات منه.
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 ... » »»