سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١ - الصفحة ١٤
أبي نجيح، قال عمر لجلسائه: تمنوا، فتمنوا، فقال عمر: لكني أتمنى بيتا ممتلئا رجالا مثل أبي عبيدة بن الجراح (1).
وقال ابن أبي شيبة: قال [ابن] (2) علية، عن يونس، عن الحسن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من أصحابي أحد إلا لو شئت أخذت عليه، إلا أبا عبيدة " (3).
وسفيان الثوري: عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة قال: قال ابن مسعود:
أخلائي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة: أبو بكر، وعمر، وأبو عبيدة (4).
خالفه غيره ففي " الجعديات ": أنبأنا زهير، عن أبي إسحاق، عن أبي

(1) رجاله ثقات، لكن فيه انقطاع بين ابن أبي نجيح وعمر. والخبر في " الطبقات " 3 / 1 / 300 وأخرجه الحاكم 3 / 262 وفيه زيادة: " فقالوا له: ما آلوت الاسلام خيرا. قال: ذلك أردت "، وفي " الحلية " 1 / 102. وأخرجه البخاري مطولا في " تاريخه الصغير " 1 / 54 من طريق عبد الله بن يزيد المقري، عن حياة، عن أبي صخر، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، أن عمر بن الخطاب، قال لأصحابه: تمنوا. فقال أحدهم: أتمنى أن يكون ملء هذا البيت دراهم فأنفقها في سبيل الله.
فقال: تمنوا، فقال آخر: أتمنى أن يكون ملء هذا البيت ذهبا فأنفقه في سبيل الله. قال: تمنوا. قال آخر: أتمنى أن يكون ملء هذا البيت جوهرا أو نحوه، فأنفقه في سبيل الله. فقال عمر: تمنوا.
فقالوا: ما تمنينا بعد هذا. قال عمر: لكني أتمنى أن يكون ملء هذا البيت رجالا مثل أبي عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل، وحذيفة بن اليمان، فأستعملهم في طاعة الله. قال: ثم بعث بمال إلى حذيفة، قال: انظر ما يصنع، قال: فلما أتاه قسمه. ثم بعث بمال إلى معاذ بن جبل فقسمه، ثم بعث بمال. يعنى إلى أبي عبيدة - قال: انظر ما يصنع. فقال عمر: قد قلت لكم. أو كما قال.
ورجاله ثقات. غير أبي صخر، وهو حميد بن زياد الخراط فإنه مقبول الحديث حيث يتابع.
(2) سقطت من الأصل واستدركت من " الاستيعاب " 5 / 293.
(3) هو مرسل. وانظر التعليق المتقدم برقم (2) في الصفحة (13).
(4) فيه انقطاع: أبو عبيدة لم يسمع من أبيه.
(١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 ... » »»