- ثم علق على ترجمة عمر بن أبي خليفة العبدي: " حاشية: قال أبو حاتم: صالح. ذكره في " الميزان " وقال: له حديث منكر، وذكر في " الضعفاء ": عمر بن خليفة، ونقل عن العقيلي قال: منكر الحديث. قال الذهبي: قلت: لعله ابن أبي خليفة ".
قلت: كلمة أبي حاتم في " الجرح " 6 (563) ولفظه ولفظ المصنف في " الميزان " 3 (6093):
" صالح الحديث "، ومراده ب " الضعفاء ": " ديوان الضعفاء " للذهبي (3034)، وكلمة العقيلي في: " ضعفائه " 3: 156 (1143)، لكن جاء عنوان الترجمة فيه: عمر بن أبي خليفة، وسمي في الإسناد:، عمر بن خليفة، وكأن ذلك صواب لا خطأ مطبعي، فقد قال الذهبي في " الميزان " 3 (6092): عمر بن خليفة، ويقال: ابن أبي خليفة، عن هشام بن حسان... ".
وقد فرق الذهبي في " الميزان " و " المغني " 2 (4449) بين عمر بن خليفة - أو ابن أبي خليفة - عن هشام بن حسان، وبين عمر بن أبي خليفة - جزما - عن محمد بن زياد، وأكد ذلك الحافظ في " اللسان " 4: 301.
فاستفدنا من هذا فائدتين: ضرورة الرجوع إلى المصادر الأصلية للتحقق من القول المنقول عنها.
وضرورة الجمع بين كلام الذهبي في مختلف كتبه.
فقد رأيت أن لفظ أبي حاتم: صالح الحديث، لا: صالح، وقد تقدم التنبيه إلى الفرق بينهما في دراسة " ألفاظ الجرح والتعديل في الكاشف " ص 39 برقم 15، 16.
ورأيت أن الذهبي ذهب مذهبا في كتابين، ومذهبا ثانيا في كتاب ثالث.
وقال عند ترجمة محمد بن ثابت البناني: " حاشية: في " المغني ": ضعفه جماعة ".
قلت: في هذا وهم قطعا، إما أنه سبق ذهنه من " ديوان الضعفاء " (3623) إلى " المغني في الضعفاء "، وإما أنه ممن يتوهم أن " الديوان " و " المغني " كتاب واحد، مع أنهما اثنان متغايران (1).
أما ما قصدته بفوائده الصامتة: فذلك أنه جاء في الصفحة الأخيرة من نسخته تراجم لعدد من النساء:
أم محمد بن قيس القاص، أم محمد بن أبي يحيى، أم مساور الحميري، أم منبوذ، ثم: عمرة عن أختها، ليلى عن أختها، أم الحسن عمة غبطة، أم حكيم عن أمها. ووضع فوق كل اسم منها كلمة: كذا. يريد التنبيه إلى أنه هكذا في الأصول المنقول عنها دون رمز، وعدم الرمز أورث شكا عنده، لا أنه يريد: عدم الرمز صواب، وإلا لكتب: صح بدل: كذا، يدل على ذلك أنه كتب: صح فوق كلمة بنت من قوله: " بنت أم سلمة: " زينب "، تأكيدا لصحة عدم الرمز.
أما هنا فهو شاك: أصحيح لم يضع المصنف رموزا لهذه التراجم؟!.
والواقع: أن المصنف وضع رموزا لجميعها إلا: عمرة عن أختها، وليلى عن مولاتها، ونبه السبط إلى أن رواية عمرة عن أختها في " صحيح مسلم "، وعلقت على الثانية أن ابن حجر رمز لها في " التقريب "