وكأن النسختين - التي أخذ عنها والتي قوبل بها - مأخوذتان عن نسخة المنصف في وقت مبكر، إذ ليس فيهما ترجمة مجاهد بن رباح التي تقدم ص 88 أن المصنف أضافها سنة 743، وليس فيها ترجمة الإمام النسائي، والمصنف كتبها على الحاشية. ورمز المصنف لخالد بن سارة المخزومي: دق، ثم ألحق ت، وجاء في نسخة ابن الإسكندري الرمزان القديمان فقط: دق، واستدرك السبط ت، مع أنها ثابتة في الأصل لكنها في وقت متأخر.
5 " - ونتج عن هذه المقابلة ظاهرة قوية الظهور في النسخة، لا تكاد تخلو صفحة منها، وهي تكثر وتقل في الصفحة، تلك هي ظاهرة الإلغاء لكلمة، أو جملة، أو أكثر، من الترجمة الواحدة، وهي بهذا الإلغاء تتفق مع أصل المصنف الذي بيدي أكثر، مما يدل على أن النسخة المقابل بها أقرب إلى نص المصنف الأخير. وانظر تمام هذا في صفحة 153.
6 " - وكان يكتب - على طريقة المحدثين - كلمة " بلغ " حيث ينتهي المجلس، فيلاحظ قرب ما بين البلاغين، وقلة القدر المقروء. وبلغت مرات البلاغ تسعة من أول الكتاب إلى ترجمة أبان بن تغلب، ورقمها كما تراه: 104. فيقدر لكل مجلس نحو 12 ترجمة من هذه التراجم المختصرة!.
وملاحظة ثانية: أنه انقطع عند هذه الترجمة الإشارة إلى بلاغات المقابلة، ولو لم ينص في آخر النسخة على أنها قوبلت حسب الطاقة: لقلت إنها غير تامة المقابلة 7 " - وهو كثير الجري على سنن المحدثين في استعماله علامات الضبط والتقييد وما شابهها، ومن وجوه ضبطه: أنه ضبط السين من كلمة: السرماري في ترجمة أحمد بن إسحاق هكذا: اليسرماري، وكلمة:
سبط، في ترجمة الحسن بن علي رضي الله عنهما، هكذا: سبط، لأن علامة إهمال السين عندهم نقطها بثلاث نقط من تحتها، أو وضع هذه الإشارة عليها من فوق:، ويسمونها: قلامة ظفر مضجعة.
8 " - وقد أثبت ابن الإسكندري رحمه الله الإحالات على ما تقدم وما يأتي من التراجم، على حواشي الصفحة، فلم يدخلها صلب الكتاب، كما تقدم وصف ذلك من صنيع المصنف.
9 " - وفي نسخته فوائد علمية: ناطقة وصامتة، تدل على علمه ودقته، وإن كانت قليلة. من ذلك:
- قوله عند ترجمة أبيض بن حمال: " حاشية: نزل اليمن، ضبطه ابن الأثير بحاء مهملة ". يريد صاحب " أسد الغابة " 1: 57 (22).
- وتليها ترجمة أجلح بن عبد الله الكندي، وقال عندها: " حاشية: قال ابن حبان: اسمه يحيى، ولقبه أجلح ". وهو كذلك في " المجروحين " 1: 175 لكن بلفظ: " قيل: إن اسمه يحيى، والأجلح لقب ".
- وقال عند ترجمة ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه: " حاشية: قيل: لم يرو عنه غير واحد، وروى عنه آخران ". واستدرك عليه السبط بما تجده تعليقا على ترجمته.
- وقال المصنف في ترجمة عمر بن الخطاب الراسبي: " روى عنه يحيى بن حكيم المقوم "، فكتب ابن الإسكندري: " حاشية: وأثنى عليه خيرا. قاله في الكمال ". وهو في " تهذيب الكمال " 2 / 1006.