وقال محفوظ بن علقمة، عن عبد الرحمان بن عائذ: قال ناشرة بن سمي: ما رأينا أصدق حديثا " من أبي ثعلبة الخشني، لقد صدقنا حديثه في الفتنة الأولى فتنة علي. قال: وكان أبو ثعلبة لا يأتي عليه ليلة إلا خرج ينظر إلى السماء، فينظر كيف هي، ثم يرجع فيسجد.
وقال داود بن رشيد (1): حدثنا الوليد بن مسلم أن أبا ثعلبة كان يقول: إني لأرجو أن لا يخنقني الله كما يخنقكم، فبينما هو في صرحة داره إذ نادى: يا عبد الرحمان - وقد قيل: عبد الرحمان جاء رسول الله (2) صلى الله عليه وسلم - فلما أحس بالموت أتى مسجد بيته فخر ساجدا "، فمات وهو ساجد. هذا مرسل.
وقال خالد بن محمد الكندي، عن أبي الزاهرية: سمعت أبا ثعلبة يقول: إني لأرجو أن لا يخنقني الله كما أراكم تخنقون عند الموت. قال: فبينما هو يصلي في جوف الليل قبض وهو ساجد، فرأت ابنته أن أباها قد مات، فاستيقظت فزعة، فنادت أمها: أين أبي؟ قالت: في مصلاه. فنادته، فلم يجبها، فأنبهته، فوجدته ساجدا "، فحركته، فوقع لجنبه ميتا.
قال أبو عبيد القاسم بن سلام، ومحمد بن سعد، وخليفة ابن خياط، وأبو حسان الزيادي، وهارون بن عبد الله: مات سنة خمس وسبعين.
زاد بعضهم: بالشام.
.