تهذيب الكمال - المزي - ج ٤ - الصفحة ٢٧٧
ما آيب سرك، إلا سرني * شكرا، وإن غرك أمر غرني (1) ما الحفظ أم ما النصح إلا أنني * أخوك، الراعي لما استرعيتني إني إذا لم ترني كأنني * أراك بالغيب وإن لم ترني.
قال: وقال يحيى (2) بن نوفل الحميري، لو امتدحت أحدا، لامتدحت بلالا، وكان يأتيهم على وجه الصداقة والزيارة، فقال مرة وأتى بلالا (3):
كل (4) زمان الفتى قد لبست خيرا وشرا وعدما ومالا فلا الفقر كنت له ضارعا * ولا المال أظهر مني اختيالا وقد طفت للمال شرق البلا د * وغربيها وبلوت الرجالا وزرت الملوك أهل الندى * أزول إلى ظلهم حيث زالا فلو كنت ممتدحا للنوال * فتى، لامتدحت عليه بلالا ولكنني لست ممن يريد * بمدح الملوك عليه السؤالا سيكفي الكريم إخاء (5) الكريم * ويقنع بالود منه نوالا قال: ثم نقضها بقوله أما بلال فبئس البلال (6) * أراني به الله داء عضالا فلو أنه قد كساه الجذام * فجلله من أذاه جلالا

(١) وكيع: إن عرك أمر عرني.
(٢) يحيى هذا أصله من اليمن وشهرته في العراق، وكان في أيام الحجاج، وهو شاعر هجاء لا يكاد يمدح أحدا.
(٣) أوردها وكيع في أخبار القضاة: ٢ / 32 - 33.
(4) وكيع: لكل.
(5) وكيع: أخا.
(6) البلال: الشفاء من المرض.
(٢٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 ... » »»