تهذيب الكمال - المزي - ج ٤ - الصفحة ٢٧٣
السجن، ولم يأت به بلالا، فأقام في السجن، لا يسمع منه شئ، حتى قدم الرسول من السند، فقال لبلال: ما فعل الرجل المحبوس؟ قال: على حاله، قال: فأرسل إليه، فأرسل، فأتي به، فقال لبلال: على ما حبستني أصلحك الله؟ قال: لا أدري والله، سل هذا. فقال للرجل: لم أمرت بحبسي؟ قال: لأنك كنت قاعدا في ظل، وعليك مظلة.
قال: وحدثني علي بن محمد، وهو أبو الحسن المدائني، قال: كان أبو موسى استرضع لابنه أبي بردة في بني فقيم، في آل الغرق، فلما قدم بلال البصرة، قيل لبلال: لو استعملت أبا العجوز ابن أبي شيخ بن الغرق؟ فقال: إني رأيت مه خلالا، رأيته يحتجم في بيوت إخوانه، ورأيته جالسا في الظل وعليه مظلة، ورأيته يبادر بيض البقيلة، قال: وكان بخيلا على المال والطعام، يعمل له الطعام الكثير، فإذا غربت الشمس، أو كادت تغرب، وضعت الموائد، فإذا مد الناس أيديهم، أذن المؤذن، فقام، وقام الناس، فانتبهت الموائد، فأصبح جيرانه يشترون ذلك الطعام ممن انتهبه.
وقال: حدثنا أبو عاصم النبيل، عن أبيه، قال: أقطر كاتب على ثوب بلال، قطرة سوداء. فقال: أتراني أحبك بعد هذا أبدا؟.
قال: وحدثني المدائني، قال: كان بلال قد خاف الجذام، فوصف له السمن، يستنقع فيه، فكان يفعل، ثم يأمر بذلك السمن فيباع، فتنكب الناس شراء السمن بالبصرة.
(٢٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 ... » »»