تهذيب الكمال - المزي - ج ٤ - الصفحة ٢٤٦
وقال الواقدي: سنة سبع وعشرين ومئة (1).
روى له الجماعة.
766 - م ق: بكير (2) بن عبد الله، ويقال: ابن أبي عبد الله، الطائي، الكوفي الطويل المعروف بالضخم.
روى عن: سعيد بن جبير، وكرب مولى ابن عباس (م ق)، ومجاهد.
روى عنه: إسماعيل بن سميع الحنفي، وأشعث بن سوار، وسلمة بن كهيل (م ق).
روى له مسلم. وابن ماجة حديثا واحدا، من رواية شعبة (م ق). عن سلمة بن كهيل عن بكير (3) عن كريب، قال

(1) ذكره خليفة بن خياط في وفيات سنة (122) ثم أعاده في وفيات سنة (128، وذكره في الطبقة الرابعة من أهل المدينة من طبقاته وذكر أنه توفي سنة 122، ثم أعاده في الطبقة السادسة منهم، وقال الذهبي في " تاريخ الاسلام " الصحيح أنه توفي سنة سبع وعشرين ومئة ".
(2) تاريخ البخاري الكبير: 2 / 1 / 13 - 114، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم: 1 / 1 / 400، وثقات ابن حبان: 1 / الورقة: 56، وتذهيب الذهبي: 1 / الورقة: 90 - 91، والكاشف: 1 / 163، وتاريخ الاسلام: 5 / 48، وإكمال مغلطاي: 2 / الورقة: 28، وتهذيب ابن حجر: 1 / 493.
(3) سبق للمزي أن وهم الحافظ عبد الغني صاحب " الكمال " حينما ذكر سلمة بن كهيل في الرواة عن بكير بن الأشج، لأنه اعتبر بكيرا هذا غيره، وهو بكير الطائي الكوفي الطويل المعروف بالضخم.
وقد ذكر الذهبي هذه الترجمة ضمن ترجمة الأشج من " تاريخ الاسلام "، فقال: " فقال البخاري وحده: هذا رجل يقال له الطويل يعد في الكوفيين. وأما أحمد بن عمرو البزار الحافظ فقال: بل هو بكير بن الأشج. ويقوي هذا أن مسلما روى هذا الحديث بسنده عن عمرو بن الحارث، عن بكير بن الأشج: قال:
حدثنا كريب - فذكره، والله أعلم ".
قال بشار بن عواد: نرى من المفيد هنا أن نورد ترجمتي البخاري وابن أبي حاتم لهذا الطويل الضخم تسهيلا للدراسة، قال البخاري: " بكير بن عبد الله الطائي، نسبه يحيى بن سلمة، يعد في الكوفيين، وهو الضخم.
وروى إسماعيل بن سميع عن بكير الطويل، عن مجاهد. وقال لي زكريا: حدثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا أشعث، عن بكير بن أبي عبد الله، قال لي سعيد بن جبير: لان أكون حمارا يستقى علي أحب إلي من أن أشرب نبيذ زبيب يعتق. وقال وكيع، عن الحسن بن صالح، عن أشعث بن بكير الضخم، عن سعيد، مثله. وقال لنا علي: هو الطويل الضخم ". وقال عبد الرحمان بن أبي حاتم: بكير عبد الله الطويل الضخم، روى عن سعيد بن جبير، ومجاهد، روى عنه إسماعيل بن سميع وأشعث بن سوار، يعد في الكوفيين، سمعت أبي يقول ذلك ".
قال بشار أيضا: يلاحظ مما تقدم ما يأتي:
أ - أن البخاري وابن أبي حاتم - وتابعهما ابن حبان - قد فرقا بين الأشج وبين الضخم هذا، وأن الذهبي اعتبرهما واحدا بدلالة قوله الذي نقلناه آنفا، وعدم ترجمته لهذا الطويل الضخم في " الميزان " أو في " تاريخ الاسلام "، وهذا وهم من الذهبي - رحمه الله - فهذا رجل آخر، وقد عرفه البخاري وأبو حاتم، والعقيلي، والساجي عن يحيى بن معين، وقال فيه: ليس بالقوي، ورماه العقيلي بالرفض. ولكن يجوز أن يعتذر عن الذهبي في هذا أنه إنما قصد بذلك أن هذا الطويل الضخم لم يرو له مسلم وابن ماجة، فهو ليس من رجال أصحاب الستة، وأنهما إنما رويا عن بكير بن الأشج.
ب - أن البخاري لم يكن وحده هو الذي قال: إن هذا رجل يقال له الطويل الضخم كما ذكر الامام الذهبي، فالبخاري آخذ ذلك عن يحيى بن سلمة، ووكيع، وعلي ابن المديني. فضلا عن قول الساجي وأبي حاتم والعقيلي وابن حبان.
ج - ولكن البخاري وابن أبي حاتم لم يذكروا في الرواة عنه: " سلمة بن كهيل "، فهذا من إضافات المزي، وهو قوله وحده.
د - أن اسم " بكير " جاء غير منسوب في جميع الطرق التي أوردها الامام مسلم في " الصحيح " حينما ذكر هذا الحديث، إلا في موضع واحد حيث قال مسلم عقب حديث هارون بن سعيد الأيلي، عن ابن وهب، عن عمرو، عن عبد ربه بن سعيد، عن مخرمة بن سليمان، عن كريب، مولى ابن عباس، عن ابن عباس: " قال عمرو: فحدثت به بكير بن الأشج، فقال: حدثني كريب بذلك " (رقم 184 في صلاة المسافرين وقصرها).
وقد ذكر الامام مسلم في كثير من تلك الطرق رواية " سلمة بن كهيل " عن " بكير ".
ه‍ - فاعتبر المزي بكيرا هذا الذي روى عنه " سلمة بن كهيل " هو الطويل الضخم، واعتبره البزار - وعبد الغني المقدسي، والذهبي - هو الأشج. وقد سكت مغلطاي وابن حجر على قول المزي فاعتبراه صحيحاه ولم يعلقا عليه شيئا قط.
و - والملاحظ من كل ذلك أن المزي لم يقدم أي دليل على مقالته، ولا أدري كيف فات عليه تصريح الامام باسمه في " الصحيح "، فلذلك نرى أنه هو الأشج، وأن الطويل الضخم لم يرو له أصحاب الكتب الستة لما تقدم من الأدلة، والله تعالى أعلم.
(٢٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 241 242 243 244 245 246 247 249 250 252 253 ... » »»