تهذيب الكمال - المزي - ج ٤ - الصفحة ١٠٨
اذهب إلى بشر فقل له: يا بشر لو سجدت لي على الجمر، ما أديت شكري، فيما قد بثثت لك، أو نشرت لك في الناس، فقال له:
أنت رأيت هذا؟ فقال: نعم، رأيته ليلتين متوالية (1)، فقال: لا تخبر به أحدا، ثم دخل وولى وجهه إلى القبلة، وجعل يبكي ويضطرب، ويقول: اللهم إن كنت شهرتني في الدنيا، ونوهت باسمي، ورفعتني فوق قدري، على أن تفضحني في القيامة، الآن فعجل عقوبتي، وخذ مني بقدر ما يقوى عليه بدني.
وبه: قال: أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، قال:
حدثنا إسماعيل بن علي الخطبي، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: قلت لابي يوم مات بشر بن الحارث: مات بشر!
فقال: رحمه الله لقد كان في ذكره أنس، أو فيه أنس، ثم لبس رداءه وخرج، وخرجت معه، فشهد جنازته.
قال عبد الله بن أحمد: مات بشر سنة سبع وعشرين - يعني ومئتين - قبل المعتصم بستة أيام.
وبه: قال: أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، قال: حدثنا محمد بن يوسف بن يعقوب الرقي، قال: حدثنا أبو الفتح محمد بن أحمد النحوي بالرملة، قال: سمعت الحسين بن أحمد بن صدقة الفرائضي يقول: سمعت أحمد بن زهير يقول: سمعت يحيى بن عبد الحميد الحماني يقول: رأيت أبا نصر التمار وعلي بن المديني في جنازة بشر بن الحارث يصيحان في الجنازة: هذا والله شرف الدنيا قبل شرف الآخرة، وذلك أن بشر بن الحارث أخرجت جنازته

(1) ضبب عليها المؤلف، لان الجادة أن يقال: " متواليتين ".
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»