تهذيب الكمال - المزي - ج ٣ - الصفحة ٣٧٢
على عمر، فقال له عمر: هات يا أنس ما جئت به، قال: يا أمير المؤمنين، البيعة أولا، فقال: نعم، قال: فبسط يده، قال:
على السمع والطاعة.
قال ابن عون: فما أدري، قال: ما استطعت، أو قال أنس: ما استطعت، قال: فأخبرته ما جئت به.
قال: فقال: أما ما كان من كذا وكذا، فاقبضوه، وما كان من المال، فهو لك، قال: فأتيت إلى زيد بن ثابت، وهو جالس على الباب، فقال: ألق علي ما أعطاك أمير المؤمنين، قال فألقيت عليه، فحسب.
قال ابن عون: فلا أدري، أقصر على بني النجار، أو قال: أنت أكثر خزرجي فيها مالا.
وقال حماد بن سلمة (1)، عن عبيد الله بن أبي بكر عن أنس:
استعمله أبو بكر على الصدقة، فقدمت، وقد مات أبو بكر، فقال عمر: يا أنس، أجئتنا بظهر؟، قلت: نعم، وفي رواية: قلت:
البيعة، ثم الخبر (2)، فقال عمر: وفقت، قال: فبايعته، فقال:
جئتنا بالظهر والمال لك، قال: قلت: هو أكثر من ذلك، قال: وان كان، هو لك، قال: وكان المال أربعة آلاف، قال: فكنت أكثر أهل المدينة مالا.
وقال ثابت (3)، عن أنس: صحبت جرير بن عبد الله، فكان يخدمني، وكان أسن من أنس - وقال: إني رأيت الأنصار، يصنعون

(1) رواه ابن عساكر (3 / الورقة: 86).
(2) وقد تقرأ: " الخير ". وكلتاهما صحيح.
(3) رواه ابن عساكر أيضا (3 / الورقة: 87).
(٣٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 367 368 369 370 371 372 373 374 375 376 377 ... » »»