تهذيب الكمال - المزي - ج ٣ - الصفحة ٣٦٧
ابن إبراهيم بن أيوب بن ماسي، قال: أخبرنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، فذكره (1).
وبهذا الاسناد إلى الأنصاري، قال (2): حدثنا حميد، عن أنس، قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، أخذت أم سليم بيدي، فقالت: يا رسول الله، هذا أنس، غلام لبيب، كاتب، يخدمك، قال فقبلني رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وبه، قال: حدثني حميد عن أنس: أن الربيع بنت النضر، عمته. لطمت جارية فكسرت سنها، فعرضوا عليهم الأرش (3)، فأبوا، فطلبوا العفو. فأبوا، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فأمرهم بالقصاص، فجاء أخوها أنس بن النضر، فقال: يا رسول الله، أتكسر سن الربيع؟! والذي بعثك بالحق، لا تكسر سنها، قال: يا أنس، كتاب الله القصاص. فعفا القوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره. رواه البخاري في صحيحه (4)، عن الأنصاري، وهو أحد ثلاثياته، فوافقناه فيه بعلو.
وقال عمر بن شبة النميري (5): حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، عن أبيه، عن ثمامة بن أنس، قال: قيل لأنس:
أشهدت بدرا؟ قال: وأين أغيب عن بدر، لا أم لك!

(1) جاء في حاشية نسخة المؤلف ما نصه: تساعي صحيح، وكذلك الذي بعده.
(2) رواه ابن عساكر، وغيره.
(3) الأرش: العوض، وهو ما يأخذه عادة المشتري من البائع إذا اطلع على عيب في البيع، وأروش الجراحات والجنايات من ذلك، لأنها جابرة لها عما حصل فيها من النقص، وسمي أرشا لأنه من أسباب النزاع.
(4) رواه في الصلح (2703)، وفي التفسير (4500 و 4611) وفي الديات (6894) تارة مطولا وتارة مختصرا. (وانظر الأطراف، حديث: 749). ورواه يعقوب بن سفيان عن الأنصاري أيضا، بسنده (المعرفة: 2 / 532).
(5) هو عند ابن عساكر. وقوله: عن ثمامة بن أنس. نسبه إلى جده، فإن ثمامة هو ابن عبد الله بن أنس.
(٣٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 362 363 364 365 366 367 368 369 370 371 372 ... » »»