تهذيب الكمال - المزي - ج ١ - الصفحة ٥١٢
فخاف على نفسه، فهرب.
وبه (1): حدثنا أبو نصر إبراهيم بن هبة الله الجرباذقاني بها، حدثنا معمر بن أحمد الأصبهاني، أخبرني أبو عمرو عثمان بن محمد العثماني إجازة، حدثني علي بن محمد بن إبراهيم، حدثنا أبي، حدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن خلف قال: كان أحمد بن نصر خلي، فلما قتل في المحنة، وصلب رأسه، أخبرت أن الرأس يقرأ القرآن، فمضيت، فبت بقرب من الرأس مشرفا عليه، وكان عنده رجالة وفرسان يحفظونه، فلما هدأت العيون، سمعت الرأس يقرأ (2): * (الم.
أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون) * (3) فاقشعر جلدي، ثم رأيته بعد ذلك في المنام وعليه السندس والاستبرق، وعلى رأسه تاج، فقلت: ما فعل الله عز وجل بك يا أخي؟ قال: غفر لي، وأدخلني الجنة. إلا أني كنت مغموما ثلاثة أيام. قلت: ولم؟ قال:
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مربي، فلما بلغ خشبتي، حول وجهه عني. فقلت له بعد ذلك: يا رسول الله، قتلت على الحق أو على الباطل؟ فقال:
أنت على الحق، ولكن قتلك رجل من أهل بيتي، فإذا بلغت إليك، أستحيي منك.
وبه قال (4): قرأت على بكر البرقاني، عن أبي إسحاق إبراهيم ابن محمد بن يحيى المزكي، أخبرنا محمد بن إسحاق السراج قال:
سمعت أبا بكر المطوعي (5) قال: لما جئ برأس أحمد بن نصر،

(١) " تاريخ بغداد ": ٥ / ١٧٩.
(٢) في تاريخ بغداد ": تقرأ.
(٣) العنكبوت: ١ ٢.
(٣) العنكبوت: ١ 2.
(4) " تاريخ بغداد: " 5 / 179.
(5) جاء في حاشية النسخة تعليق للمؤلف نصه: " اسم المطوعي هذا: يعقوب بن يوسف بن أيوب بغدادي ثقة ".
(٥١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 507 508 509 510 511 512 513 514 515 516 517 ... » »»