تهذيب الكمال - المزي - ج ١ - الصفحة ٣٢٨
وروى له أبو داود في كتاب " الناسخ والمنسوخ " وفي " حديث مالك "، والنسائي (1).
48 أحمد (2) بن شعيب بن علي (3) بن سنان بن بحر بن دينار، أبو عبد الرحمان النسائي القاضي الحافظ، صاحب كتاب " السنن " (4)

(١) قال أبو علي الغساني الجياني: روى حديثه أبو داود في كتاب الزهد من كتاب السنن. وهذا مما استدركه العلامة مغلطاي وأخذه عنه ابن حجر في " التهذيب ".
(٢) وضع ابن حجر علامة الامام مسلم (م) على اسمه في " التهذيب " و " التقريب " أو هكذا وجدتها في المطبوع منهما، ولم نجد هذه العلامة في الأصل، ولا عند المختصرين الآخرين، ولا نظن أن مسلما روى عنه.
وقال مغلطاي: " لم يخرج له أحد من أصحاب الكتب الستة، فلا أدري لم ذكره المزي ". قال بشار عواد: هذا استدراك واه من مغلطاي وكأنه يتابع بذلك صاحب " الكمال " الذي لم يذكره، لكن المزي اشترط أن يترجم لأصحاب الكتب الستة، فهم أولى بالترجمة.
(٣) في " وفيات الأعيان " لابن خلكان (١ / ٧٧): " أحمد بن علي بن شعيب بن علي "، ولم نجد لذلك أصلا. وذكر المحقق الفاضل الدكتور إحسان عباس جملة من مصادر ترجمته في الهامش وقال بعد ذكر " تذكرة الحفاظ " للذهبي: " وسماه أحمد بن شعيب بن علي " فكأنه أراد أن يشعر القارئ بأن ما في " التذكرة يخالف المصادر الأخرى، وهو غير صحيح، إذ أن ما ورد في " الوفيات " هو الشاذ والمصادر الأخرى إنما ذكرته كما هو هنا: " أحمد بن شعيب بن علي " فليحرر.
(٤) مما يؤسف عليه أن كتاب السنن الكبرى " لم يصل إلينا، ويظهر أنه كان عزيزا في فترات طويلة. قلت (القائل شعيب): والمطبوع المتداول بين طلبة العلم هو المجتبي منه، وهو اختيار تلميذه أبي بكر أحمد بن محمد بن السني صاحب كتاب " عمل اليوم والليلة " نص على ذلك الامام الذهبي في " تذكرة الحفاظ " ٣ / ٩٤٠، وقد أخطأ، ابن الأثير صاحب " جامع الأصول " خطأ فاحشا، فزعم وهو يترجم للنسائي أن المجتبي من تأليف النسائي وانتقائه، وأنه تحرى فيه الصحة، استجابة لرغبة بعض الأمراء، فانخدع بمقالته تلك غير واحد من أهل العلم، فقالوا: يجوز العمل بما جاء من الأحاديث في المجتبى من غير نظر في أسانيدها، ولا بحث في عللها، وما جاء في السنن من الأحاديث التي لم ترد في المجتبي فلا يجوز العمل بها إلا بعد البحث عن أسانيدها وكشف حالها، وهذه دعوى مردودة على قائلها، لأنه ليس عليها أثارة من علم، ففي المجتبى عدد غير قليل من الأحاديث قد حكم بضعفها النسائي نفسه وغيره من الأئمة الذين هم القدوة في هذا الفن، والمعول عليهم فيه، وفي السنن أحاديث كثيرة صحيحة، وردت في مواضيع متعددة في تفسير القرآن، وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، والآداب، والفضائل، والاذكار، والموت، والحشر والبعث، والشفاعة، والجنة، والنار، وهي مما لم يرد في " المجتبي "، يستطيع العالم المتمكن أن يظفر ببعضها من الاجزاء المتبقية من هذا الكتاب، ومما تناثر في كتب التخريج والشروح.
ولا بد لي هنا من ذكر فائدة، ربما تخفى على كثير من طلبة العلم، وهي أن قول المنذري في مختصر سنن أبي داود: أخرجه النسائي، إنما يعني السنن لا المجتبي الذي صنعه ابن السني، وكذلك الحافظ المزي في " الأطراف " يعني الأصل لا المختصر، وكل حديث عزاه المحققون من أئمة هذا الفن إلى النسائي ولم تجده في المجتبى فهو موجود لا محالة في السنن. ومما روى النسائي في سننه ولم يرد في المجتبي حديث عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: دخل الحبشة المسجد، يلعبون، فقال لي: يا حميراء، تحبين أن تنظري إليهم؟ فقلت:
نعم، فقال بالباب، وجئته، فوضعت ذقني على عاتقه فأسندت وجهي إلى خده، قالت: ومن قولهم يومئذ: أبا القاسم طيبا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " حسبك " فقلت: يا رسول الله لا تعجل فقام لي، ثم قال: " حسبك " فقلت:
لا تعجل يا رسول الله، قالت: وما بي حب النظر إليهم، ولكني أحببت أن يبلغ النساء مقامه لي، ومكاني منه.
أخرجه النسائي في عشرة النساء ورقة 75 وجه أول نسخة الظاهرية، من طريق يونس بن عبد الأعلى، حدثنا ابن وهب، أخبرني بكر بن مضر، عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمان عن عائشة.
قال الحافظ في الفتح 2 / 355: إسناده صحيح، ولم أر في حديث صحيح ذكر الحميراء إلا في هذا. وقال الزركشي في " المعتبر " ورقة 19 وجه ثان، وورقة 20 وجه أول: وذكر لي شيخنا ابن كثير عن شيخه أبي الحجاج المزي أنه كان يقول: كل حديث فيه ذكر الحميراء باطل إلا حديثا في الصوم في سنن النسائي. قلت: وحديث آخر في النسائي: دخل الحبشة المسجد يلعبون، فقال لي: يا حميراء أتحبين أن تنظري إليهم. وإسناده صحيح (ش).
(٣٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 323 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 ... » »»