تهذيب الكمال - المزي - ج ١ - الصفحة ٣١
سنة 690، فقال في حقه: " ووجدت بدمشق من أهل العلم الامام المقدم والحافظ الذي فاق من تأخر من أقرانه ومن تقدم أبا الحجاج المزي، بحر هذا العلم الزاخر وحبره القائل من رآه: كم ترك الأوائل للأواخر، أحفظ الناس للتراجم، وأعلم الناس بالرواة من أعارب وأعاجم، لا يخص بمعرفته مصرا دون مصر ولا ينفرد علمه بأهل عصر دون عصر.. وهو في اللغة أيضا إمام.. فكنت أحرص على فوائده لأحرز منها ما أحرز.. وهو الذي حداني على رؤية شيخ الاسلام ابن تيمية " (119).
وترجم له الذهبي في معجم شيوخه الكبير، فقال: " العلامة الحافظ البارع أستاذ الجماعة جمال الدين أبو الحجاج، محدث الاسلام الكلبي القضاعي، المزي الدمشقي، الشافعي.. طلب هذا الشأن سنة خمس وسبعين وهلم جرا إلى اليوم، فما ونى، ولا فتر، ولا لها ولا قصر، وعني بهذا الشأن أتم عناية، وقرأ العربية، وأفاد، وأكثر من اللغة والتصريف. وصنف وأفاد.. وكتب الكثير ورواه، مع السمت الحسن، والاقتصاد، والتواضع، والحلم، وعدم الشر، والله يصلحه وإياي. أخبرنا يوسف ابن الزكي الحافظ.. (120) ".
وقال في " تذكرة الحفاظ ": شيخنا الامام العالم الحبر الحافظ الأوحد محدث الشام.. وأما معرفة الرجال، فهو حامل لوائها، والقائم بأعبائها، لم تر العيون مثله.. وأوضح مشكلات ومعضلات ما سبق إليها في علم الحديث ورجاله.. وكان ثقة حجة، كثير العلم، حسن الاخلاق، كثير السكوت، قليل الكلام جدا، صادق

(١١٩) أجوبة ابن سيد الناس، وهي مما أجاب به أبا الحسين بن أيبك الحسامي الدمياطي المتوفى سنة ٧٤٩ نسخة الاسكوريال: ١١٦٠، ونقل قوله هذا أيضا الصفدي في أعيان العصر: ١٢١ / الورقة: ١٢٧، وابن حجر في الدرر: ٥ / 234 235. وعندي نسخة مصورة من أجوبة ابن سيد الناس وهي نسخة نفيسة.
(120) معجم الشيوخ: 2 / الورقة: 90.
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»