أسد الغابة - ابن الأثير - ج ٢ - الصفحة ٢٢٧
رواحة فقتل زيد في مؤتة من أرض الشأم في جمادى من سنة ثمان من الهجرة وقد استقصينا الحادثة في عبد الله بن رواحة وجعفر فلا نطول بذكرها هاهنا ولما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر قتل جعفر وزيد بكى وقال أخواي ومؤنساي ومحدثاي وشهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشهادة ولم يسم الله سبحانه وتعالى أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحاب غيره من الأنبياء الا زيد بن حارثة وكان زيد أبيض أحمر وكان ابنه أسامة آدم شديد الأدمة أخرجه الثلاثة * حارثة بالحاء المهملة والثاء المثلثة وعقيل بضم العين وفتح القاف (د ع * زيد) أبو حسن الأنصاري روى عنه أبو مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما بقى من كلام الأنبياء الا قول الناس إذا لم تستح فاصنع ما شئت أخرجه ابن منده وأبو نعيم (ب د ع * زيد) بن خارجة بن زيد بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس ابن مالك الأغر بن ثعلبة بن الخزرج بن الحارث ابن الخزرج الأنصاري الخزرجي الحارثي أخرج نسبه ابن منده وأبو نعيم في هذه الترجمة فقالا زيد بن خارجة بن أبي زهير وقالا في ترجمة أبيه خارجة بن زيد بن أبي زهير فأسقطا زيدا والد خارجة هاهنا وأثبتاه في أبيه والصحيح اثباته كما سقناه أول هذه الترجمة وهذا زيد هو الذي تكلم بعد الموت في أكثر الروايات وهو الصحيح وقيل إن الذي تكلم بعد الموت أبوه خارجة وليس بصحيح فان المشهور في أبيه انه قتل يوم أحد وقد ذكرناه وأما كلام زيد فإنه أغمي عليه قبل موته فظنوه ميتا فسبحوا عليه ثوبه ثم راجعته نفسه فتكلم بكلام حفظ عنه في أبى بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ثم مات وقيل إن هذا شهد بدرا وقيل إن الذي شهدها أبوه خارجة بن زيد وهو صحيح أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة باسناده إلى عبد الله بن أحمد حدثني أبي أخبرنا علي بن بحر أخبرنا عيسى بن يونس أخبرنا عثمان بن حكيم أخبرنا خالد بن سلمة ان عبد الحميد ابن عبد الرحمن دعا موسى بن طلحة حين أعرس على ابنه فقال يا أبا عيسى كيف بلغك في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فقال عن زيد بن خارجة أنا سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف الصلاة عليك قال صلوا فاجتهدوا ثم قولوا اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد وأخرج أبو نعيم هاهنا وحده حديث أبي الطفيل عن زيد بن خارجة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة عن النجاشي وأخرجه أبو عمر عن زيد بن خارجة وهو هناك
(٢٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 ... » »»