يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال ثم إن خديجة وأبا طالب ماتا في عام واحد فتتابعت على رسول الله صلى الله عليه وسلم المصائب وكانت خديجة وزير صدق على الاسلام وكان يسكن إليها ولم يتزوج عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ماتت ولما توفيا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف لثلاث بقين من شوال سنة عشر من المبعث ومعه مولاه زيد بن حارثة يدعوهم إلى الاسلام فأذته ثقيف وسمع منهم ما يكره وأغروا به سفهاءهم وذكرنا القصة في عداس وغيره ولما عاد من الطائف أرسل إلى المطعم بن عدي يطلب منه أن يجيره فأجاره فدخل المسجد معه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكرها له وكان دخوله من الطائف لثلاث وعشرين ليلة خلت من ذي القعدة (ذكر الاسراء) أسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وقد اختلفوا في المكان الذي أسرى به منه فقيل المسجد وقيل كان في بيته وقيل كان في بيت أم هانئ ومن قال هذين قال المدينة كلها مسجد واختلفوا في الوقت الذي أسرى به فيه فروى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده انه أسرى به ليلة سبع من ربيع الأول قبل الهجرة بسنة وقال ابن عباس وأنس أسرى به قبل الهجرة بسنة وقال السدى قبل الهجرة بستة أشهر وقال الواقدي أسرى به لسبع عشرة من رمضان قبل الهجرة بثمانية عشر شهرا وقيل أسرى به في رجب أخبرنا أبو الفرج محمد بن عبد الرحمن ابن أبي العز الواسطي والحسين بن صالح بن فتى خسرو التكريتي وغيرهما قالوا باسنادهم عن محمد بن إسماعيل قال حدثنا هدبة بن خالد حدثنا همام بن يحيى حدثنا قتادة عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة ان نبي الله صلى الله عليه وسلم حدثهم عن ليلة أسرى به قال بينما أنا في الحطيم وربما قال في الحجر مضطجعا إذ أتاني آت فقد قال وسمعت يقول فشق ما بين هذه إلى هذه فقلت للجارود وهو إلى جنبي ما يعنى قال من ثغرة نحره إلى شعرته فاستخرج قلبي ثم أتيت بطست من ذهب مملوءة ايمانا فغسل قلبي ثم حشي ثم أعيد ثم أتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار أبيض فقال له الجارود هو البراق يا أبا حمزة قال نعم يضع خطوه عند أقصى طرفه فحملت عليه فانطلق بي جبريل حتى أتى السماء الدنيا فاستفتح قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل أوقد أرسل إليه قال نعم قيل مرحبا فنعم المجئ جاء وذكر الحديث في صعوده إلى السماء السابعة والى سدرة المنتهى قال فمررت على موسى
(٢٠)