وقيل إنه كتم أمره ثلاث سنين فكان يدعو مستخفيا إلى أن أنزل الله تعالى وأنذر عشيرتك الأقربين فأظهر الدعوة قال أبو عمر بعثه الله عز وجل نبيا يوم الاثنين لثمان من ربيع الأول سنة إحدى وأربعين من عام الفيل أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد باسناده عن يونس عن ابن إسحاق حدثني عبد الملك بن عبد الله بن أبي سفيان بن جارية الثقفي وكان واعية عن بعض أهل العلم ان رسول الله حين أراد الله كرامته وابتدأه بالنبوة فكان لا يمر بحجر ولا شجر الا سلم عليه وسمع منه فيلتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه وعن يمينه وشماله فلا يرى الا الشجر وما حوله من الحجارة وهي تقول السلام عليك يا رسول الله وأخبرنا غير واحد باسنادهم عن محمد بن إسماعيل أخبرنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة أنها قالت أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم كان لا يرى رؤيا الا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء فكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه وهو التعبد الليالي ذوات العدد حتى جاءه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال اقرأ فقال ما أنا بقارئ قال فأخذني فغطني حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما أنا بقارئ قال فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ قلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق اقرأ وربك الأكرم فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده دخل على خديجة وذكر الحديث في ذهابها إلى ورقة بن نوفل وروى عن جابر باسناد صحيح ان أول ما نزل من القرآن يا أيها المدثر أخبرنا أبو جعفر باسناده عن يونس عن ابن إسحاق قال فابتدئ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتنزيل يوم الجمعة في رمضان بقول الله عز وجل شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن إلى آخر الآية وقال تعالى وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان وذلك ملتقى رسول الله صلى الله عليه وسلم والمشركين يوم بدر صبيحة الجمعة لسبع عشرة مضت من رمضان وقال يونس عن بشر بن أبي حفص الكندي الدمشقي قال حدثني مكحول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبلال لا يغادرنك صيام يوم الاثنين فإني ولدت يوم الاثنين وأوحى إلى يوم الاثنين وهاجرت يوم الاثنين ثم إن جبريل عليه السلام علم رسول الله صلى الله عليه وسلم الوضوء والصلاة ركعتين فأتى خديجة
(١٨)