ان رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد مع عمومته حرب الفجار يوم نخلة وهو من أعظم أيام الفجار والفجار حرب كانت بين قريش ومعها كنانة وبين قيس وقد ذكرناه في الكامل وهو من أعظم أيام العرب وكان يناولهم النبل ويحفظ متاعهم وكان عمره يومئذ نحو عشرين سنة أو ما يقاربها وقيل إنه شهد يوم شمطة أيضا وهو من أعظم أيام الفجار وكانت الهزيمة فيه على قريش وكنانة قال الزهري لم يشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا اليوم ولو شهده لم تنهزم قريش وهذا ليس بشئ فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد انهزم أصحابه عنه يوم أحد وكثر القتل فيهم * (ذكر تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة وذكر أولاده) * قال وأخبرنا يونس عن ابن إسحاق قال وكانت خديجة بنت خويلد امرأة ذات شرف ومال تستأجر له الرجال أو تضاربهم بشئ تجعله لهم منه فلما بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بلغها من صدق حديثه وعظم أمانته وكرم أخلاقه بعثت إليه فعرضت عليه أن يخرج في مالها إلى الشأم مع غلام لها يقال له ميسرة فقبله منها رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج في مالها إلى الشأم فرآه راهب اسمه نسطور فأخبر ميسرة انه نبي هذه الأمة ثم باع رسول الله صلى الله عليه وسلم واشترى ما أراد ثم أقبل قابلا فلما قدم مكة على خديجة بمالها باعته فأضعف أو قريبا وحدثها ميسرة عن قول الراهب فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انى قد رغبت فيك لقرابتك منى وشرفك وأمانتك وحسن خلقك وصدق حديثك وعرضت عليه نفسها فخطبها وتزوجها على اثنتي عشرة أوقية ونش والأوقية أربعون درهما وقد ذكرنا ذلك في ترجمة خديجة رضي الله عنها وولد له من الولد بناته كلهن وأولاده الذكور كلهم من خديجة الا إبراهيم (فاما البنات) فزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة رضى الله عنهن (وأما الذكور) فالقاسم وبه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكنى والطاهر والطيب وقيل القاسم والطاهر وعبد الله وهو الطيب لأنه ولد في الاسلام وقيل القاسم وعبد الله وهو الطاهر والطيب فمات القاسم بمكة وهو أول من مات من ولده ثم عبد الله قاله الزبير بن بكار وقد ذكرت في خديجة وفى بناته رضى الله عنهن أكثر من هذا ولما تزوج خديجة كان عمره خمسا وعشرين سنة وكانت هي ابنة أربعين سنة وقيل غير ذلك * (ذكر بناء الكعبة ووضع رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجر الأسود) *
(١٦)