نظيف ونقلته من خطه أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن الحسين بن محمد بن سيبخت البغدادي نا أبو بكر محمد بن يحيى بن العباس الصولي حدثني ميمون بن إبراهيم حدثني عيسى بن سهل نا طلحة بن عبد الرحمن أن أباه أخبره قال قال إبراهيم بن المهدي دخلت على الخيزران أم الرشيد فوجدتها على نمط (1) أرضي والنمط على بساط أرمني وعن يمين البساط ويساره نمارق (2) أرمنية وعلى أعلى نمرقة فيها زينب بنت سليمان بن علي وعلى سائر النمارق أمهات أولاد المنصور والمهدي والهادي ونسوة من نساء بني هاشم والبساط والنمط والنمارق في صحن الدار المعروفة بدار الخيزران وهي التي صارت لأم محمد بنت الرشيد ثم صارت بعد ذلك لأشناس مولى أمير المؤمنين إذ وقفت امرأة على طرف البساط فسلمت ثم قالت يا زوج أمير المؤمنين وأم أمير المؤمنين وابنة أمير المؤمنين أنا مرية زوج هشام بن عبد الملك ثم مروان بن محمد من بعده نكبها الزمان وزلت بها النعل حتى أصارها الدهر إلى عارية ما يسترها مما هو عليها قال إبراهيم فبينت زينب الدموع تدور في عين الخيزران وخافت أن يدخلها رقة عليها فقطعت على مرية الكلام أن قالت يا أم أمير المؤمنين اتقي الله أن يدخله رقة لهذه الملعونة فتتبوئي مقعدك من النار ثم التفتت إلى مرية فقالت لها بل فدام ما أنت فيه يا مرية كأنك أنسيت دخولي عليك بحران (3) وأنت جالسة في صحن دار مروان بن محمد على هذا النمط وتحته هذا البساط وعن يمين نمطك هذا ويساره هذه النمارق عليها أمهات جبابرتكم وبعض جواريكم وقد مثلت في المكان الذي أنت ماثلة [فيه] (4) وأنا أسألك وأتضرع إليك في استيهاب جثة إبراهيم الإمام من مروان لأن لا يمثل (5) بها وقولك وأنت مكحلة في وجهي ما للنساء والدخول في أمر الرجال ثم أمرت بإخراجي من دارك بغلظة فلجأت إلى مروان فوجدته على حال أشد تعطفا على رحمة منك وقال لي لقد ساءني وفاة ابن عمي وما أردت المثلة به وكيف يمثل الرجل بابن عمه وخيرني بين إطلاق تجهيزه له
(١٢٣)