تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٦٧ - الصفحة ١٧٢
غير أني سقيت في هذه مي (1) بعتاقي ثويبة وأشار إلى النقيرة التي بين الإبهام والتي تليها من الأصابع أخرجه البخاري عن ابن أبي اليمان وعن أبي بن كعب قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من قرأ " تبت " أرجو أن لا يجمع الله بينة وبين أبي لهب في دار واحدة عن جعفر بن محمد عن أبيه قال مرت درة (2) ابنة أبي لهب برجل فقال هذه ابنة عدو الله أبي لهب فأقبلت عليه فقالت ذكر الله أبي لنباهته وشرفة وترك أباك لجهالته ثم ذكرت للنبي (صلى الله عليه وسلم) مالا سمعت فخطب الناس فقال " لا يؤذين مسلم بكافر " قال سفيان بن عيينة حدثنا الوليد بن كثير عن ابن تدرس عن أسماء بنت أبي بكر قالت لما نزلت " تبت يدا أبي لهب " أقبلت العوراء أم جميل بنت حرب ولها ولولة وفي يدها فهر (3) وهي تقول * مذمما أبينا ودينه قلينا وأمره عصينا والنبي (صلى الله عليه وسلم) جالس في المسجد وأبو بكر إلى جنبه أو قال معه فلما رآها أبو بكر قال يا رسول الله قد أقبلت هذه وأنا أخاف أن تراك قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنها (4) لن تراني وقرأ قرآنا فاعتصم به كما قال وقرأ " وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا " (5) فوقفت على أبي بكر ولم تر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقالت يا أبا بكر إني أخبرت أن صاحبك هجاني فقال لا ورب هذا البيت ما هاجك فانصرفت (6) وهي تقول قد علمت قريش أني ابنة سيدها

(1) كذا في مختصر أبي شامة: " مي " يريد " ماء ".
(2) ضبطت عن تبصير المنتبه 2 / 560.
(3) الفهر: هو الحجر ملء الكف، وقيل: هو الحجر مطلقا.
(4) استدركت عن هامش مختصر أبي شامة.
(5) سورة الإسراء، الآية: 45.
(6) في مختصر ابن منظور: فولت.
(١٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 ... » »»
الفهرست