خرجنا مع غضيف بن الحارث نريد بيت المقدس فأتينا أبا الدرداء فسلمنا عليه فقال أبو الدرداء الق أبا ذر فقل يقول لك أبو الدرداء اتق الله وخف الناس فقال أبو ذر اللهم غفرا إن كنا قد سمعنا فقد سمع وإن كنا قد رأينا فقد رأى أو ما علم أني بايعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على ألا تأخذني في الله لومة لائم قال أحمد بن حنبل حدثنا أبو المغيرة حدثنا صفوان عن أبي اليمان وأبي المثنى (1) أن أبا ذر قال بايعني رسول الله خمسا وواثقني سبعا وأشهد الله علي تسعا (2) ألا أخاف في الله لومة لائم ثم قال أبو المثنى قال أبو ذر فدعاني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال (3) هل لك إلى بيعة ولك الجنة قلت نعم وبسطت يدي فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو يشترط علي أن لا تسأل الناس شيئا قلت نعم قال ولا سوطك إن سقط منك حتى تنزل إليه فتأخذه قال الطبراني حدثنا إبراهيم بن محمد بن عوف حدثنا محمد بن المصفى حدثنا بقية عن صفوان بن عمرو عن أبي اليمان قال لما قفل الناس عام غزوة قبرس وعليهم معاوية ومعه أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الذين كانوا بالشام فخرج إلى الكنيسة التي إلى جانب أنطرسوس التي يقال لها كنيسة معاوية وبمقامه عندها دعيت كنيسة معاوية فقام في الناس قبل أن يتفرقوا إلى أجنادهم فقال إنا قاسموا غنائمكم على ثلاثة أسهم سهم للسفن فإنها مراكبكم وسهم للقبط فإنكم لم يكن لكم حيلة إلا بهم وسهم لكم فقام أبو ذر فقال كلا والله لا نقسم سهامنا على ذلك أتقسم للسفن وهي مما أفاء الله علينا وتقسم للقبط وإنما هم خولنا والله ما أبالي من قال أو ترك لقد بايعني رسول الله خمسا (4) وأوثقني سبعا وأشهد الله علي سبعا ألا تأخذني في الله لومة لائم فقال معاوية تقسم الغنائم جميعا على المسلمين
(١٩٣)