رجل منهم كل من لقي من ولد أو والد فيقتله بالسيف لا يبالي من قتل في ذلك الموطن وثاب أولئك الذين كان خفي على موسى وهارون ما اطلع الله عليه من ذنوبهم فاعترفوا بها وفعلوا ما أمروا به فغفر الله للقاتل والمقتول وسار موسى بهم متوجها نحو الأرض المقدسة و " أخذ الألواح " بعد ما سكت عنه الغضب وأمرهم بالذي أمرهم أن يبلغهم من الوظائف فثقل ذلك عليهم وأبوا أن يقروا بها فشق الله عليهم الجبل " كأنه ظلة " (1) ودنا منهم حتى خافوا أن يقع عليهم فأخذوا الكتاب بأيمانهم وهم مصغون برؤوسهم ينظرون إلى الجبل وإلى الأرض والكتاب بأيديهم وهم ينظرون إلى الجبل مخافة أن يقع عليهم ثم مضوا حتى أتوا الأرض المقدسة فوجدوا مدينة فيها قوم جبارون (2) خلقهم خلقا منكرة ذكر من ثمارهم أمرا عجبا من عظمها فقالوا " يا موسى إن فيها قوما جبارين " (3) لا طاقة لنا بهم ولا " ندخلها أبدا ما داموا فيها " (4) " فإن يخرجوا منها فإنا داخلون قال رجلان من الذين يخافون " (5) من الجبارين آمنا بموسى قال يزيد هكذا قرأ ابن عباس (6) " من الجبارين آمنا بموسى " وخرجا إليه فقالا نحن أعلم بقومنا إن كنتم إنما تخافون ما رأيتم من (7) أجسامهم وعددهم فإنهم لا قلوب لهم ولا منعة عندهم فأدخلوا " عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون " (8) ويقول إناس إنهم من قوم موسى وزعم سعيد بن جبير أنهما من الجبارين آمنا (9) بموسى يقول " من الذين يخافون " إنما أعني بذلك من الذين يخافهم بنو إسرائيل " قالوا يا موسى إنا لن (10) ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا (11) إنا ها هنا قاعدون " (12) فأغضبوا موسى (13) فدعا عليهم فسماهم قوما فاسقين ولم يدع
(٩١)