ولاه هارون الرشيد دمشق والشام بأسره أيام عصبية أبي الهيذام فقدم دمشق وأصلح بين المضرية واليمانية وحكى عن أبيه يحيى وأخيه الفضل والمأمون حكى عنه ابنه هارون بن موسى وعبد الملك بن قريب الأصمعي والوليد بن أبي سعيد الحاجب وعلي بن محمد المدائني أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد أنا أبو القاسم علي بن محمد السميساطي نا عبد الوهاب الكلابي نا عثمان بن محمد الذهلي نا الحارث بن أبي أسامة نا المدائني عن موسى بن يحيى قال كان يحيى بن خالد البرمكي يقول ثلاثة أشياء تدل على عقول أربابها الكتاب يدل على مقدار عقل كاتبه والرسول على مقدار عقل مرسله والهدية على مقدار عقل مهديها قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان عن عبد العزيز الكتاني أنا عبد الوهاب الميداني أنا أبو سليمان بن زبر أنا عبد الله بن أحمد بن جعفر أنا محمد بن جرير قال (1) وفي هذه السنة يعني سنة ست وسبعين ومائة هاجب العصبية بالشام وذلك أن هذه الفتنة هاجت بالشام وعامل السلطان بها موسى بن عيسى فقتل بين اليمانية والنزارية (2) على العصبية من (3) بعضهم لبعض بشر كثير فولى الرشيد موسى بن يحيى بن خالد الشام وضم إليه من القواد والأجناد ومشايخ الكتاب جماعة فلما ورد الشام أحلت لدخوله إلى صالح بن علي الهاشمي فأقام موسى بها حتى أصلح بين أهلها وسكنت الفتنة واستقام أمرها فانتهى الخبر إلى الرشيد بمدينة السلام فرد الرشيد الحكم فيها إلى يحيى (4) فعفا عنهم وعن ما كان بينهم وأقدمهم بغداد وفي ذلك يقول إسحاق بن حسان الخزيمي (5) * من مبلغ يحيى ودون لقائه * دراب كل حدايس همهام * (6) ويروى زأرات كل خنابس
(٢٣٣)