تدخل في هذه الدعوة فتسبق من معك وتدرك من سبقك قال فقال المغيرة وددت والله أني لو علمت ذلك إني والله ما رأيت عثمان مصيبا ولا رأيت قتله صوابا فهل لك يا أبا اليقظان أن تدخل بيتك وتضع سيفك وأدخل بيتي حتى تنجلي هذه الظلمة ويطلع قمرها فنمشي مبصرين نطأ أثر المهتدين ونجتنب سبيل الحائرين فقال عمار أعوذ بالله أن أعمى بعد إذ كنت بصيرا يدركني من سبقته ويعلمني من علمته فقال المغيرة بن شعبة يا أبا اليقظان إذا رأيت السيل (1) جار فاجتنب جريته (2) قال الزنبري يعني بجار جاري (3) ولا تكن كقاطع السلسلة فر من الضحل فوقع في الغمر فقال عمار اسمع ما أقول وانظر ما أفعل فلن تراني إلا في الرعيل الأول قال واطلع عليهما علي فقال ما يقول لك الأعور إنه والله على عمد يلبس عزله ولن يأخذ من الدين إلا ما خلطته الدنيا فانتجاه عمر (5) فأخبره فقال علي ويحك يا مغيرة إن هذه الدعوة المودية تودي من دخل فيها إلى الجنة وأنا أجتار (6) إليهما توهل من وهل (7) فإذا غشيناك فالزم بيتك فقال له المغيرة أنت أعلم مني وأوقر (8) أما إذا لم أعنك فلن أعن (9) عليك أخبرنا أبو القاسم أيضا أنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن أبي نصر أنا محمد بن أحمد الجواليقي وأخبرنا أبو البركات بن المبارك أنا ابن الطيوري وأبو طاهر المقرئ قالا أنا الطناجيري أنا محمد بن زيد الأنصاري أنا محمد بن محمد بن عقبة نا هارون بن حاتم نا أبو بكر بن عياش قال وحج بالناس مغيرة بن شعبة سنة أربعين (10) أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (11)
(٤٤)