كان مسمع بن مالك مع الحجاج في جميع مشاهده لا يفارقه يوم رستق آباذ (1) ويوم ابن الأشعث ويوم الزاوية ويوم دير الجماجم وكان منادي الحجاج يخرج فينادي ألا إن مسمع بن مالك سيد أهل العراق قال وقال أبو عبيدة لما خلع عبد الله بن الجارود الحجاج بن يوسف اتبعه بشر كثير لم يبق من أعلام أصحاب الحجاج أحدا إلا اتبعه منهم قتيبة بن مسلم وعباد بن الحصين وعبيد الله بن ظبيان وغيرهم وبقي الحجاج في نفر يسير من أصحابه فقال له مسمع إن هؤلاء القوم ما خلعوا أمير المؤمنين ولا يدعون إلى غيره ولكنهم خلعوك خاصة وقد ذهب جماعة أصحابك إلى ابن الجارود وأنا جارك من ابن الجارود وجميع أهل العراق لا يعرض لك أحد منهم حتى أصيرك إلى عبد الملك بن مروان فحقدها عليه قال أبو عبيدة فلما قتل الحجاج ابن الجارود اتهم مسمعا أن يكون مال وزين ذلك له بعض أمره مع أن مسمعا لم يفارقه وقال عون بن كهمس دعا ابن الجارود مسمعا إلى الخروج معه فقال لو كنت سبقتك إليها لمضيت عليها فأما الآن فلا أرى أن أسير تحت رأيتك رجع الحديث إلى أبي عبيدة فأخذ الحجاج مسمعا فحبسه 7436 مسور (2) بن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة ابن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي أبو عبد الرحمن ويقال أبو عثمان القرشي الزهري (3) له صحبة روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أحاديث وروى عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعبد الرحمن بن عوف وأبي هريرة ومعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن عوف
(١٥٨)