وإن لم يكونوا جاءونا لذلك لم يقبلوها فلما رأو الغلام استقبلوه بالنبل فأقبل وترك المكتل وابتدرنا الدار قال فكنت أنا في البيت الذي يقابل بيت عثمان قال فأول من دخل عليه محمد بن أبي بكر فقبض على لحيته وقال يا نعثل قال ما أنا بنعثل ولكني عثمان بن عفان قد كان أبوك (1) لها من ذلك فتركه ثم خرج إليهم فقال قد أشعرته لكم بشعيرات من لحيته فدخلوا عليه فضربه رجل منهم على (2) رأسه الأيمن فألقت ابنة الفرافصة امرأته الكلبية نفسها على الرأس وما والاه وألقت ابنة (3) جسده فدخل إنسان وقد حلف أن يمثل بعثمان فرأيته حين أدخل السيف فيما بين القرط والمنكب حتى رأيت (4) فقالت ابنة الفرافصة لغلام لها أو لمولى لهم ويحك اكفني هذا أيها الغلام وقال الناس قتل الرجل فما (5) رجل منهم تنورا يوقد فقال ما هذا التنور فقال هذا لقاتل المغيرة بن الأخنس فقال الناس قتل والله المغيرة الذي رأى الرؤيا هو الذي قتل المغيرة فانطلق يطلب التوبة فلقيه إنسان فقتله وانصرف عنا فلما أمسينا حملناه إلى البقيع فبينما نحن نحمله إذا نحن بسواد عظيم قد أقبل إلينا فأردنا أن نضعه ونهرب فإذا بالسواد يقول لا روع عليكم إنما جئنا لنحضر عثمان معكم قال أبو خنيس أشهد بالله أنهم ملائكة الله فدفناه ثم انصرفنا فلقينا أهل الشام بوادي القرى وأخبر عمر بن عبد العزيز أن أبا خنيس شهد الدار مع عثمان قال فبعث إليه قال محمد بن يزيد فحدثني أبو خنيس بهذا الحديث أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أحمد بن الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل البخاري قال (6) محمد بن يزيد الرحبي (7) عن عروة بن رويم سمع منه إسماعيل بن عياش قال لي محمد أبو الجماهر عن الهيثم أخبرني محمد سمع أبا الأشعث عن أبي عثمان الصنعاني
(٢٧٥)