البلاء عادتنا العرب ورمتنا عن قوس واحدة وقطعت عنا السبل حتى ضاع العيال وجهدت الأنفس وأصبحنا قد جهدنا وجهد عيالنا فقال كعب أنا ابن الأشرف أما والله لقد كنت أخبرك يا بن سلامة أن الأمر سيصير إلى ما كنت أقول فقال له سلكان إني قد أردت أن تبيعنا طعاما ونرهنك فنوثق لك وتحسن في ذلك فقال ترهنوني أبناءكم قال لقد أردت أن تفضحنا إن معي أصحابا لي على مثل رأيي وقد أردت أن أجيئك بهم فتبيعهم وتحسن في ذلك ونرهنك من الحلقة ما لك فيه وفاء وأراد سلكان أن لا ينكر السلاح إذا جاءوا بها فقال إن في الحلقة لوفاء فرجع سلكان إلى أصحابه فأخبرهم خبره وأمرهم فأخذوا السلاح ثم ينطلقون فيجتمعون إليه فاجتمعوا عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كتب إلي أبو بكر الشيروي (1) وأخبرني أبو بكر محمد بن عبد الله بن حبيب عنه أنبأنا أبو سعيد الصيرفي وأبو بكر الحيري قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ح وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن محمد بن النقور أنبأنا أبو طاهر الذهبي أنبأنا رضوان بن أحمد قالا ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس عن ابن إسحاق (2)، حدثني ثور بن زيد المدني عن عكرمة عن ابن عباس قال:
فمشى معهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى بقيع الغرقد ثم وجههم وقال (3): " انطلقوا على اسم الله اللهم أعنهم " قال العطاردي كذا قال يونس على اسم الله قال كذا قال ابن إسحاق كما قلت فرد عليه فقال من العلو فهو رفع لا خفض يعني اسم الله قال ثم رجع إلى إسناده الأول قال ثم رجع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى بيته في ليلة مقمرة فأقبلوا حتى انتهوا إلى حصنه فهتف به أبو نائلة وكان حديث عهد بعرس فوثب في ملحفته فأخذت امرأته بناحيتها وقالت إنك امرؤ محارب وإن صاحب الحرب لا ينزل في مثل هذه الساعة فقال أبو نائلة لو وجدني نائما ما أيقظني قالت والله إني لأعرف (4) في صوته الشر فقال لها كعب لو يدعي الفتى لطعنه لأجاب قال فنزل فتحدث معه ساعة وتحدثوا معه ثم قالوا هل لك بابن الأشرف إلى أن تماشينا إلى شعب العجوز فتتحدث به بقية ليلتنا هذه؟