على أمة حبيبي (صلى الله عليه وسلم) صيامهم قال ويقول الله في كل ليلة من شهر رمضان ثلاث مرات هل من سائل فأعطيه سؤله هل من تائب فأتوب عليه هل من مستغفر فأغفر له من يقرض الملئ غير المعدم الوفي غير الظلوم قال ولله في كل ليلة من شهر رمضان عند الإفطار ألف ألف عتيق من النار فإذ كان ليلة الجمعة أعتق في كل ساعة منها ألف ألف عتيق من النار (1) كلهم قد استوجبوا العذاب فإذا كان في آخر يوم من شهر رمضان أعتق الله في ذلك اليوم بعدد (2) ما أعتق من أول الشهر إلى آخره فإذا كان ليلة القدر يأمر الله جبريل فيهبط في كبكبه من الملائكة إلى الأرض ومعه لواء أخضر فيركزه على ظهر الكعبة وله ستمائة جناح ومنها جناحان لا ينشرهما إلا في ليلة القدر فينشرهما تلك الليلة فيجاوزان المشرق والمغرب ويبث (3) جبريل الملائكة في هذه الأمة فيسلمون على كل قائم وقاعد ومصل (4) وذاكر يصافحونهم ويؤمنون على دعائهم حتى يطلع الفجر فإذا طلع الفجر نادى جبريل يا معشر الملائكة الرحيل الرحيل فيقولون يا جبريل ما صنع الله في حوائج المؤمنين من أمة أحمد فيقول إن الله نظر إليهم وعفا وغفر عنهم لهم إلا أربعة فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من هؤلاء الأربعة فقال رجل مدمن الخمر وعاق والديه وقاطع رحم ومشاحن قيل يا رسول الله وما المشاحن قال هو المصارم (5) فإذا كان ليلة الفطر سميت تلك الليلة ليلة الجائزة فإذا كان غداة الفطر يبعث الله الملائكة في كل البلاد فيهبطون إلى الأرض ويقومون على أفواه السكك فينادون بصوت يسمعه جميع من خلق الله إلا الجن والإنس فيقولون يا أمة أحمد اخرجوا إلى رب كريم يعطي الجزيل ويغفر العظيم فإذا برزوا في مصلاهم يقول الله للملائكة يا ملائكتي ما جزاء الأجير إذا عمل عمله قال تقول الملائكة إلهنا وسيدنا جزاءه أن توفيه أجره قال فيقول فإني أشهدكم ملائكتي أني جعلت ثوابهم من صيامهم شهر رمضان وقيامهم رضائي ومغفرتي ويقول يا عبادي سلوني فوعزتي وجلالي لا تسألوني اليوم شيئا في جمعكم لآخرتكم إلا أعطيتكم ولا لديناكم إلا نظرت لكم وعزتي لأسترن عليكم عثراتكم ما راقبتموني وعزتي لا أخزيكم ولا أفضحكم
(٢٩٢)