الفارس فقال له يا أبه وأي فارس فقال ولد لك الساعة غلام قال فلما صرنا إلى بسر وجدت زوجتي قد ولدت غلاما في يوم عرفة واللفظ للكسائي أخبرتنا أمة العزيز بنت الإسفرايني قالت أنبأنا أبي وأبو نصر الطريثيثي قالا أنبأنا أبو الحسن علي بن القاسم بن أحمد قلت له كتب إليك أبو القاسم الحسين بن ذكر قال وسمعت شيخنا أبو بكر الهلالي يقول كان لأبي عبيد ولد صغير يخرج مع صبيان القرية في الشتاء يتحطبون من يابس الكروم والتين وغير ذلك ففي بعض الأيام راح بجزرة (1) الحطب ومعه تين أخضر فقالت له والدته يا ولدي من أين لك تين أخضر في هذا الشتاء فقال قلت لرفقتي من الصبيان تحبوا (2) أطعمكم تينا أخضر فقالوا نعم فتوضأت للصلاة وصليت ركعتين ثم دعوت بالدعاء الذي دعا والدي به البارحة وسألت الله أن يطعمنا من تينه كنا عندها تينا (3) أخضر فأطعمت لوقتها فأكلنا منها وحملنا ووالده يسمع مقالته لأمه فقال أبو عبيد لوالدته أعظم الله أجرك فيه فقالت بالله إن فعلت فإذا بالصبي ميت فأخذوا في جهازه وواروه في حفرته فقيل له في ذلك فقال خشيت أن يدعو به على القرية فتهلك أنبأنا أبو القاسم النسيب وغيره عن أبي علي الأهوازي حدثنا عبدان بن عمر حدثنا أبو بكر محمد بن داود قال سمعت أبا بكر بن معمر يقول سمعت أبا زرعة الجنبي (4) قال كان أبو عبيد البسري يوما على الجرجر (5) يدرس قمحا وبينه وبين الحج ثلاثة أيام إذ أتاه رجلان فقالا له يا أبا عبيد تنشط إلى الحج فقال لا ثم التفت إلى فقال يا أبا زرعة شيخك أقدر على هذا منهما سمعت أبا المظفر بن القشيري يقول سمعت أبي يقول سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمي يقول سمعت أحمد بن محمد البغوي (6) يقول سمعت محمد بن معمر
(٢٨٧)