كعب (1) قال رجل من قومي خلفه يا نبي (2) الله برداه والنظر في عطفيه فقال معاذ بن جبل بئس ما قلت والله يا نبي الله ما نعلم إلا خيرا قال فبينما هم كذلك إذا هم برجل يزول به السراب فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) كن أبا خيثمة فإذا هو أبو خيثمة فلما قضى النبي (صلى الله عليه وسلم) غزوة تبوك وقفل ودنا من المدينة جعلت وقال الشيباني وقلت أتذكر بماذا أخرج من سخطة النبي (صلى الله عليه وسلم) وأستعين على ذلك كل ذي رأي من أهلي حتى إذا قيل النبي (صلى الله عليه وسلم) مصبحكم بالغداة راح عني الباطل وعرفت أني وقال الشيباني أن لا أنجو إلا بالصدق دخل وقال الشيباني ودخل النبي (صلى الله عليه وسلم) ضحى فصلى في المسجد ركعتين وكان إذا جاء من سفر فعل ذلك دخل المسجد فصلى ركعتين ثم جلس فجعل يأتيه من تخلف فيحلفون له ويعتذرون إليه فيستغفر لهم ويقبل علانيتهم ويكل سرائرهم إلى الله عز وجل فدخلت المسجد فإذا هو جالس فلما رآني تبسم تبسم المغضب فجئت فجلست بين يديه فقال ألم تكن اتبعت (3) ظهرك قلت بلى يا رسول الله قال فما خلفك قلت والله لو بين أحد من الناس غيرك جلست لخرجت من سخطته علي بعذر لقد أوتيت جدلا ولكن قد علمت يا نبي الله إني إن أخبرك اليوم بقول تجد علي فيه وهو حق فإني أرجو وقال الشيباني لأرجو (4) فيه عفو (5) الله وإن حدثتك اليوم حديثا ترضى عني وقال الشيباني علي فيه وهو كذب أوشك الله أن يطلعك علي والله يا نبي الله ما كنت قط أيسر ولا أخف حاذا مني حين تخلفت عنك وقال (6) وقال الشيباني فقال أما هذا فقد صدقكم الحديث قم حتى يقضي الله فيك فقمت فثار على أثري ناس من قومي يؤنبوني فقالوا والله ما نعلمك أذنبت زاد الشيباني ذنبا وقالا قبل هذا فهلا اعتذرت إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) بعذر يرضى عنك فيه فكان وقال الشيباني وكان استغفار رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سيأتي من وراء ذنبك ولم تقف نفسك موقفا لا تدري ماذا يقضي لك وفي حديث الشيباني ماذا يقضي الله لك فيه فلم يزالوا يؤنبوني حتى هممت أن أرجع فأكذب نفسي فقلت هل قال هذا القول أحد غيري قالوا نعم زاد ابن حمدون قاله وقالا هلال بن أمية ومرارة بن ربيعة زاد ابن حمدون قال عبد الرزاق وقال غير معمر ربعي فذكروا وقال الشيباني ذكروا رجلين صالحين قد
(٢٠٣)