تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٧ - الصفحة ٣٧٦
مع الملائكة إلى مطلع الفجر واما الطاء فطوبى لهم وحسن مآب وهي شجرة غرسها الله بيده وان أغصانها لترى من وراء سور الجنة تنبت بالحلي والحلل والثمار متدلية على أفواههم فطوبى لهم وحسن مآب واما الباء فيد الله فوق خلقه سبحانه وتعالى عما يشركون واما كلمن فالكاف كلام الله لا تبديل لكلماته " ولن تجد من درونه ملتحدا " واما اللام فالمام أهل الجنة بينهم بالزيارة والتحية والسلام وتلاوم أهل النار واما الميم فملك الله الذي لا يزول ودوام الله الذي لا يفنى واما النون فنون " والقلم وما يسطرون فالقلم قلم من نور وكتاب من نور في لوح محفوظ يشهده المقربون وكفى بالله شهيدا وما صعفص فالصاد صاع بصاع وقسط بقسط وقضى بقضى يعني الجزاء بالجزاء وكما تدين تدان والله لا يريد ظلما للعباد وأما قريشيات يعني قرشهم فجمعهم يوم القيامة يقضي بينهم وهم لا يظلمون [* * * *] قال ابن عباس فكان عيسى يرى العجاب في صباه الهاما من الله تعالى ففشا ذلك في اليهود وترعرع عيسى فهمت به بنو إسرائيل فخافت أمه عليه فأوحى الله إليها ان تنطلق به إلى ارض مصر فذلك قوله " وجعلنا ابن مريم وأمه آية " قال فسئل ابن عباس الا كان آيتان فقال ابن عباس انما قال آية لان عيسى من أمه ولم يكن من أب لم يشاركها في عيسى أحد فصار اية واحدة " وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين " قال يعني ارض مصر قال وأنبأنا إسحاق بن بشر أنبأنا عثمان بن الساج وغيره عن موسى بن وردان عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري وعن مكحول عن أبي هريرة قال

١ - سورة الكهف الأيد: ٢٧.
٢ - الآية الأولى من سورة القلم.
٣ - القضى: حب الزبيب أو نواه (تاج العروس، قضي).
٤ - رواه ابن كثير في البداية والنهاية ٢ / ٩١ وقصص الأنبياء ٢ / ٤٠٠ عن إسحاق بن بشر عن جويبر ومقاتل عن الضحاك عن ابن عباس.
٥ - سورة المؤمنون الآية: ٥٠.
٦ - كذا رسمها بالأصل وفي المختصر: كان آيتان وهما اثنان ٧ - كذا بالأصل وقد قيل ذلك في أحد الأقوال قال ابن كثير: وقد اختلف السلف والمفسرون في المراد بهذه الربوة راجع ما جاء فيها في تفسير الآية من تفسير القرطبي ١٢ / ١٢٦.
٨ - من هذا الطريق رواه ابن كثير في البداية والنهاية ٢ / 90.
(٣٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 371 372 373 374 375 376 377 378 379 380 381 ... » »»